التقوى وآثارها الخمسة في القرآن الكريم
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ القرآن الكريم وضمن منهجه التربوي في تنظيم العلاقة بين العبد ومولاه قد اعتنى كثيرًا بأهمية تمسك العبد بتعاليم المولى، وعدم الاغترار بأماني وتسويلات الشيطان.
-١-
لقد أكد كثيرًا على التقوى وما يتعلق بها من صفات ومقامات وآثار في الدنيا والآخرة، وفي ذلك إشارة صريحة إلى شرف هذه الصفة ومنزلتها، ومدى ترغيب المولى عبده إليها.
ومما ورد في بيان شرف التقوى تلك الآثار القرآنية الخمسة التي تضمَّنتها سورة الطلاق في آيات أربع ابتدأت ثلاث مرات بقوله (ومن يتق الله).
-٢-
وعند التأمل في تلك الآثار القائمة على تقوى الله المولى لا تقوى العبد الآخر، نتعرَّف على عظمة هذا النظام الإسلامي الذي يقود الإنسان إلى الحياة الحقيقية الطيبة.
وهذه الآثار المباركة:
١- الفرج الإلهي والخروج من حالة الضيق عامة.
٢- الرزق الإلهي المادي أو المعنوي أو كلاهما..
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)).
٣- التيسير الإلهي من حالات العسر المشهودة.
قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)).
٤- العفو الإلهي والتوبة من السيئات.
٥- الأجر الإلهي العظيم مع التوبة.
قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)).
-٣-
وهذه الآثار الخمسة هي كلها قد وقعت في الجملة الشرطية القرآنية، وهذا من أهم المواضيع الرائعة في القرآن الكريم، حيث ذلك العهد في العمل وجزائه بين العبد ومولاه، حيث وعد الله عبده بتحقيق الجزاء الأوفى عند تحقيق العمل المشروط، وفي ذلك كمال اللطف الإلهي بالعباد؛ حيث يجعل على نفسه الوفاء لعبده وهو المولى العظيم، وفي ذلك رسالة بليغة في التربية.
-٤-
وعلينا أنْ نعلم أنَّ هذه البشارات الإلهية الخمس هي دعوة لمراجعة النفس، وتهذيبها ومراقبتها ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة، وفي السر والعلانية، والليل والنهار؛ لأنَّ الله لا يفتقر إلى زمان أو مكان أو سر أو علن؛ ليختفي منه العبد فيعصيه، فلنتَّقي الله في أي درهم حرام، أو لقمة حرام، أو شهوة حرام ففيها ضياع الشرف العظيم!!
أخيرًا..
إنَّ الإنسان عليه أنْ يكون مسرورًا جدًّا في اتقائه المحرمات والتعدي على حدود الله تعالى برغم مشقة صراعه مع شياطين الجن والإنس، وما في ذلك من خسارة مادية أو معنوية في بعض الأحايين، ولكنه يربح كنزًا عظيمًا لا يمكن تعويضه أبدًا وهو أنَّ الله معه ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) فما أعظمها من رفقة ومعية وأشرفها من منزلة. ☘️
خادم الثقلين
عماد الكاظمي
الأحد ٤ ذو الحجة ١٤٤٦هج
١-٦-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat