أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، باب من أبواب رحمة الله، ومن الصفوة المختارة لنصرة دين الله، عم النبي وكافله بلا منازع، جد الحسن والحسين والعباس واخوته لا أبيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، الموصوف بالنسب الرفيع والقدر المنيع والحكمة والدراية.
تاجر مع الحق تعالى تجارة لن تبور، ولست استدل على إيمانه بشيء مما ذكره التأريخ المجحف وجدلياته العقيمة إلا بحزن رسول الله صلى الله عليه واله عليه حتى سمي ذاك العام الذي فقد فيه بعام الحزن!
وهو أمر متفق عليه بين المسلمين كافة، فهل يجامل رسول الله فيحزن على رجل مات كافرا كما يزعمون!
أترك القضية لضمير المسلم الحر
يقول الحق سبحانه واصفا نبيه الكريم ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
فلا مجال للأهواء النفسية والميول العاطفية في حجية الحق وإمضاء قوانينه العادلة بين الناس ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾
وبناءً عليه فلا كرامة لكافر وإن ناصر رسول الله صل الله عليه وآله، ولا يعقل أن الحق سبحانه ينتصر لدينه بكافر يخشى عتب قومه أن هو تخلى عن عبادة الأصنام، كما يزعمون، أكثر من خشيته لله!
فالقضية لا تتعلق بشخص النبي كفرد في قبيلة حتى تنتصر له عشيرته، وهو المفهوم الذي يستبطن الادعاءات الزائفة ضد شخص أبي طالب وتقصيه عن ساحة الإسلام والايمان بالله.
بل هي دعوة الله إلى عباده الغافلين على يد خيرته من خلقه، مؤيدا نبيه بصالح المؤمنين، ليتم حجته على الناس، وهو الحكيم الخبير
الله سبحانه غني عن الخلائق أجمعين وأن كانوا مؤمنين فكيف بالكافرين!
فاعقلوا أيها الناس وانصفوا هذا الرجل العظيم الذي تبنى كفالة الدين الإسلامي وحمايته ممن رام وأده في مهده، باذلا في سبيل الله ما شهد له به الأعداء قبل الأخلاء.
فالسلام على سيد قريش الصامد بوجه طغاة الكفر
السلام على صاحب الكفالة الصادقة وذاك قوله
نصرتُ الرسولَ رسولَ المليكِ * بِبِيضٍ تلألأُ لَمعَ البُروق
أذبُّ وأحمـي رسولَ الإلـهِ * حِمايةَ حـامٍ عليهِ شَفِيـق١
********
١-الرسول والرسالة في شعر ابي طالب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat