ما زلتُ أقاوم بصعوبة الرغبة في الكلام، محاولا الصمت كي لا أستثمر في صراع انتخابي بين جهات متنافسة. لكن للصمت حدود، خاصة حين يصبح التواطؤ علنيا ومفضوحا.
منذ سنوات، ويوسف زيدان يحرّك المياه الراكدة في ملف التطبيع الثقافي مع الكي#ان الصهي#وني، ضمن حراك منسّق يقوده عدد من الكُتاب والمثقفين هدفه كسر الحاجز النفسي والأخلاقي بيننا وبين العدو، تحت عنوان ((الفكر الحر)).
لا أرغب في الخوض بتفاصيل نشاطه الممتد منذ عام 2008، لكن لا بد من الإشارة إلى موقف صريح وواضح: ففي مقابلة عام 2018 ضمن برنامج (( 90 دقيقة )) على قناة المحور، هاجم زيدان بشدة كل مثقف يعارض التطبي#ع، وعندما سأله المذيع: : هل تقبل بإلقاء محاضرة في جامعة ت#ل أبي#ب ))؟، أجاب: (نعم)، بشرط موافقة اتحاد الكتّاب ووزارة الخارجية المصرية..
هذا التصريح كان كافيا ليُحال الى التحقيق من قبل اتحاد الكتّاب المصري بتهمة التطبي#ع الثقافي مع الكيا#ن، لكنه بدلا من المثول أمام اللجنة، اختار الهروب عبر تقديم استقالته في عام 2022.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد. بل تحرّك زيدان، ومعه إبراهيم عيسى، وفراس السواح، وآخرون معروفون بمواقفهم التطبيعي#ة مع اسرا#يل، لاطلاق مؤسسة (تكوين)، وهي منصة مشبوهة في توجهاتها وأهدافها.
واليوم، يُستضاف يوسف زيدان في اتحاد الأدباء العراقيين، رغم كونه مطرودا من اتحاد الكتّاب المصري بتهمة الترويج للتطبيع! والأدهى، أنه أعلن عن استضافته لالقاء محاضرة على هامش القمة العربية في بغداد 2025!
زيدان دخل بغداد سابقا برعاية (مثقف)، ثم دخل بابل برفقة (شاعر)، واليوم يعود الى بغداد برعاية (مثقف وشاعر وسياسي)... وغدا ربما يدخل النجف من بوابة مركز الرافدين للحوار.
فيا حكومة العراق... أين أنتم من استقبال أحد رموز التطبي#ع الثقافي مع الكي#ان الغاصب؟
هل باتت بواباتنا مفتوحة دون وعي أو تدقيق؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat