صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

 العراق ومستقبل الدولة القوية
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

ليس هناك من شك من ان العراق كما في البلدان الاخرى المأوى والمكان الذي يعيش فيه المواطن ويشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز بعيداً عن الصراعات الاثنية وفيه من المكونات المختلفة دينيا وقوميا ارتبطوا تاريخيا بوطنهم ويعيشون على هذه الأرض المقدسة و يُمارسون حياتهم على جغرافية محدد على ان يخضعوا لنظام يجب ان يتفق عليه الجميع  فيما بينهم ويعتبر المواطن هو العنصر الأهم في رسمها ولا يمكن تصور أي دولة في العالم دون شعب يهدف في العيش فيه الجميع الى تأسيس كيانٍ سيادي مستقل ضمن نطاقٍ إقليميٍ محدّد، بحيث يقوم الشعب بممارسة السلطة عبر منظومةٍ من مؤسساتٍ دائمة ، تتشكّل في كيانات داعم للدولة و من مجموعة من العناصر الأساسيّة، وهي الحكومة والتقسيمات الادارية للمدن والشعب، إضافةً إلى الاعتراف بهذه الدولة والسيادة التي تكسبها  بقانونيّة دوليّة، بالإضافة إلى تمكينها من ممارسة الاختصاصات السياديّة لا سيما في السياسات المختلفة بين الدول ويجب أن يتولى شؤون الدولة اشخاص بمستويات سياسية  واجتماعية مختلفة وحسب الاختصاص والقدرة التراكمية والتجريبية في الادارة ، مما لاشك فيه أن الاقتصاد، في عصرنا الحالي ، أصبح هو الذي يقود الدول وكل الحركات السياسية والاجتماعية والأمنية والتقنية وحتى الفكرية والثقافية. الدولة التي تفقد اقتصاد قوي هي دولة ضعيفة غير قادرة على الازدهار وهي من مظاهر السيادة، وبعكسه تغدو بائعةً لقراراتها السيادية، والتي تهدف إلى تقديم ما يمكن من أجل ازدهار بلدهم وتحسين مستوى حياة الأفراد ولا يمكن تصور أي دولة في هذا العالم دون أفراد يعتزون بها ، والدولة القوية  ليست مفهومًا جامدًا؛ بل هي تشبه حركة متواصلة بين الماضي والحاضر، بين الداخل والخارج، وبين الرؤية المحافظة والضرورات العملية التي يمكن ان تعكس محاولات التوفيق بين تراثها التاريخي واحتياجاتها المعاصرة ، وبعبارة أكثر دقة، مفهوم "الدولة القوية" هي بنية سلطوية متجذرة ، وقد تكون متشكلة عبر أيديولوجيات سياسية مختلفة . لها مفهوم ووليدة نظرية معينة بنتائج وتوازنات قوية بين مركز الحكم والمساهمة في حل او التكيف مع الأزمات المتكررة التي قد تحدث. تساعد على استكشاف سيناريوهات مستقبلية واعدة . وفي العراق الامنيات كبيرة بان يتحول الى دولة حقيقية فيها سيادة القانون على الكل المستويات و يرتفع فيها الوعي وتختفي الخرافة ، وان تكون دولة عادلة تدافع عن الانسان بكل اريحية وصلابة أمام اي هجمة معاكسة تريد ان تنال منه مهما تكون حتى اذا كانت كبيرة ، وأن تكون دولة راعية للجميع وتحفظ كرامتهم وتوفر لهم كل ما يحتاجونه ، وان تكون الحكومة واعية بثقافة انسانية راقية ، وأن يختفي الصوت الطائفي والقومي والمدينة والعشيرة ويكون فيها صوت الوطن مرتفع ، والحكومة صادقه مع ابنائها, وشعاراتها متحققة نابعة من الصدق ، لا تلغي وجود المنافسين بل تراهم سلطة مراقبة من أجل استمرار الاستقامة السياسية والنظافة الإدارية والاقتصادية . وتقدس الحريات القانونية وتحترمها ولا تسمح لأي كان بالتجاوز عليها تحت أي مسمى ومهما كانت الأعذار القبيحة المرفوضة . ولهذا فإن الدولة القوية تجد فيها الموافق للسلطة والعمل باخلاص وتفاني وصاحب يدي نظيفة من أجل النمو وايصال اللقمة الحلال للمواطن والمعارض لها بشكل متساوي دون تمييز والذي يعمل باخلاص من اجل رفع كلمة الوطن عاليا ويدافع عن استقلاله ورفعته لا من اجل حفنة من الاموال السحت والتنفع الشخصي وبهذا تكون الحرية مصانة من قبل الدولة وتطبيق مفهومها ليس للمؤيدين لها فقط بل للمعارضين الذين يدافعون عن كرامة الوطن وحماية ارضه وسمائه لانهم قد يكونون رجال الدولة القادمة ولا يكون بعد حين من مندم . ولهذا لا يجب عليها ان تمارس الدولة الدبلوماسية السياسية الصحيحة إذا كانت قوية وتبتعد عن لي الاذرع و الاغتيالات السياسية و التصفيات الجسدية ولا تكثر في  السجون الا للمجرمين ورفع كلمة السجين السياسي في قاموس الدولة القوية التي تشكل مثلا أعلى وغاية أسمى بالنسبة للإنسانية في مختلف الحقب والأزمان والمواقع .  لتشمل كل مجالات الفصل في صدقية الأحداث والظواهر من عدمها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/20



كتابة تعليق لموضوع :  العراق ومستقبل الدولة القوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net