قيمة الخبر بما يترك من اثر
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

لرب قائل يقول بل الاطلاع على الاخبار مجرد معرفة ما يدور حولنا ، وماهي نوع المعرفة التي يتطلع لها المتابع للاخبار ؟ من المؤكد هنالك معرفة ايجابية نافعة ومعرفة سلبية تحط من الثقافة والوعي، نعم هنالك اخبار عاطفية مثلا تتابع اخبار جهة معينة لتفرح لفرحهم وتتالم لالمهم مثلا قصف اليمن للكيان اتابعه لكي اشعر بالسعادة ولا اتابع القصف الصهيوني لغزة لانه يؤلمني .
اما الظروف التي نعيشها اليوم فان الخبر الذي نتابعه هو الذي يترك اثرا على واقعنا سلبا او ايجابا ـ هذا ان كان الخبر صحيح ـ واذا كان للخبر اثر لا علاقة له بنا او ان له اثر سلبي لا طاقة لنا على تجنبه فالافضل عدم متابعته ، على سبيل المثال قمة العرب ، قمة الروليت في الرياض ، جولة ترامب ، خطاب النتن ، هذيان الجولاني ، وعلى هذا المنوال ، فماذا نستفيد من متابعتهم ؟
المحلات التي تغش في البيع وبضاعتها فاسدة او تنشر الاوبئة فهل من المنطق التسوق منها بل ليس من الصحيح المرور من امامها ، وهذا هو حال اغلب حكام المنطقة ، فمجرد ان تتابعهم وتشغل فكرك بهم وتهدر ثواني او دقائق من عمرك لتتابعها فانك تكون جلبت لنفسك ما يؤدي الى التقيوء .
لو لم تكن هذه الجهات تملك وسائل اعلام واشترت ذمم اصحاب وسائل اعلام اخرى ، لو استثنينا هذه الوسائل صدقوني لا احد يتابعهم او يعلم باعمالهم وتصريحاتهم . بالفعل هنالك وسائل اعلام عندما اتابعها لا تذكر شيئا عن هكذا اصناف اطلاقا لانها تراهم عناصر سيئة لهدم الثقافة .
في ملهى قمة ترامب القى كلمة امير الكويت شكر سلطنة عمان التي توسطت بين امريكا والحكومة الشرعية في اليمن لوقف الهجمات ، هنا ثارت ثائرة ابن سلمان كيف يقول الحكومة الشرعية ، فبدا يعربد على امير الكويت حتى ارغمه ان يعتذر امام الكل وبالفعل امتثل صاغرا لابن سلمان وذكر قائلا لقد ذكرت وقف اطلاق النار مع الحكومة الشرعية في اليمن قصدي اقول الحكومة غير الشرعية .
اقول لامير الكويت ولابن سلمان ولترامب ولكل الغمة ومن حضرها الكل لا يساوي عفطة عنز، بل الوزرة التي يرتديها اليمني اطهر واشرف منكم.
لربما هنالك من سيقول لي انت كيف علمت بهذا ؟ حقيقة لم اتابعها اطلاقا لكنني تابعت انتقادات معتز مطر لهذه المهزلة ـ حقيقة هذا الرجل الان في حيرة من امره لانه اصلا هواه مع الاخوان ، ويرى ما يغثه منهم الان ـ المهم هو من ذكر هذه المعلومة بمتابعته وهي ليست خبر تم اذاعته بل هو اصطياد ممن يبغضهم .
وحقيقة السياسي من يتصرف خارج الادب والاخلاق فانه لا يتاثر ولا يعنيه الامر فتارة يتجاهل وتارة ينكر وثالثة يعتذر باستهزاء واستهزاؤه لا يساوي عقب سيكارة لان هو السياسي اصلا ليس محل احترام ـ السياسي على شاكلة العاملين في البيت الابيض ومن له علاقة حسنة معهم ـ .
اعصابك وصحتك لها حقوق عليك فعندما تنظر الى وجوه بعض السياسيين تثير اعصابك وتؤثر على الضغط والسكر فلماذا تتابعهم ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat