التماثل بين الوعي .. والمنتج المطبوع
سعدي عبد الكريم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعدي عبد الكريم

حينما تكون الكلمة بحجم الفعل الكوني للثورة الحسينية العظيمة، ورفعتها التاريخية والإنسانية والولائية الكبيرة، حينها يكون الثراء البثّي الصحفي والإعلامي للمطبوع هو الدليل الواضح على رقيّ الكلمة، ومديات تأثيرات على المحيط الاجتماعي المختلف المشارب، وهو الطريق المعبد الذي ينتشل الوعي الجمعي من حالة الركود والخمول التي يعيشها، وإحالته إلى مصاف الحراك الفاعل والمتفاعل مع القيم الولائية العالية، والعودة المثلى إلى مرجعية النشء الأول للخلق، والانتماء إلى أخلاقيات الفطرة السليمة التي نشأت عليها الأجيال السابقة، وتمسكت على إتباعها من خلال هذه المواريث الراقية ذات المنافع السلوكية والفكرية التي تكونت من خلالها الشخصية الولائية، حينها نكون نحن البشر قد وضعنا أقدامنا بثبات واثق فوق أرض مواجهة التحديات الكبرى، للخروج بأنجع الفضائل عبر ذلك المعترك الفكري والإنساني والأخلاقي.
إن مجلة (صدى الروضتين) ذلك المنتج المطبوع الثرّ، والصحفي والإعلامي الحصيف، والمعرفي الراقي، هو أحد المحطات الكبرى لتوأمة تلك المرجعية مع الحاضرة الثقافية والأدبية والفكرية الناهضة، والوازع النبيل في استنهاض الوعي، والتأثير من خلال المطبوع على العقل الجمعي بما يعود عليه بالمنفعة الموضوعية الفضلى.
منذ بدايات صدور مجلة صدى الروضتين، كان لي النصيب الفاعل في الحضور والنشر، ففي عام 2006 على ما تسعفني به الذاكرة أقامت لي الدائرة الثقافية في العتبة العباسية، وبرعاية مجلة صدى الروضتين والقائم عليها الزميل (الأديب علي الخباز) أصبوحة نقدية، وقدمتها تحت موسوم (القصة القصيرة ومناطق اشتغالها الجمالية) وكان الحضور مائزا وراقيا، وبعد انتهاء المحاضرة فتحت محاور المناقشة، وكان حوارا بالغ الجمال والرفعة الأدبية، بعدها تكررت اللقاءات تحت مظلة المجلة الوارفة الظلال، بعدها اقامت المجلة أمسية شعرية شارك فيها العديد من الشعراء، وألقيت فيها قصائد لي وتحدثت عن علاقتي بالنصّ الشعريّ النثريّ، وفي مناسبة اعتقد انها سبقت هذين الحدثين كانت احتفالية مؤسسة النور فاجتمعنا حوالي 100 أديب من مختلف الدول والمحافظات في ظلال ابي الفضل العباس، فكانت مناسبة رائعة تجسدت خلالها أواصر العلاقة بين الأديب بمختلف أماكن إقامته، وبين المؤسسة الثقافية والصحفية والإعلامية في العتبة العباسية المقدسة.
وعلى مستوى المشاركة المسرحية الفاعلة، فقد كنت من المؤسسين الاوائل للمسرح الحسيني في العتبة العباسية، واذكر حينها في العام 2005 او 2006 جاءني إلى بغداد الأخ علي الخباز، وبدأنا نتحرك في تأسيس المهرجان الحسيني الأول الذي كان المبادرة المبكرة في إقامة مهرجان خاص بالمسرح الحسيني، وفعلا أقيم المهرجان بأجمل حُلّة فكرية ومسرحية وجمالية رائعة.
وفي المسرح أيضا، شاركت بالعديد من مهرجانات المسرح الحسيني في العتبة العباسية، وفي مسابقات النصوص المسرحية، فقد حصلت على العديد من الجوائز بهذا المجال، واذكر ان اول عمل كتبته للمهرجان كانت مسرحية (لو ترك القطا لنام) وهذا العمل تحديدا أخرجه العديد من المخرجين العراقيين والعرب، منهم المخرج منير راضي من العراق وقدم على المسرح الوطني، وقدمه أيضا العديد من المخرجين بالمحافظات، وأخرجه أخيرا في عام 2018 د.عمرو دواره مع فرقة مصر وعرض العمل ايضا من على خشبة المسرح الوطني العراقي.
وعلى مستوى النشر في المجلة، فقد نشرت دراسات نقدية عديدة في مجلة صدى الروضتين، كانت دراسات مختلفة في انساق تناولها، وفحوى موضوعاتها، قاربت الثلاثين دراسة وموضوعا وحوارا.
لقد كانت مجلة صدى الروضتين وما زالت هي النبراس المضيء الذي يشعّ على عتمة أقلامنا من اجل ان يرى النور ما نكتبه، وما نفكر به بحرية واثقة، ومسؤولية عالية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat