صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الدكتور عبود جود الحلي/ المثمر من التاريخ
علي حسين الخباز

   
حين تكون كربلاء مصدرًا من مصادر الوعي الفكري وقيمة من قيم الإنتماء سندرك أهمية العلاقة بين الوعي الإنساني وبين وعي التاريخ. بزيارة ملاكات صدى الروضتين إلى بيت الدكتور عبود جود الحلي أدركنا معنى  أن  تكون كربلاء هوية دين وإيمان وعلم وثقافة وإعلام
*** 
(لماذا الحلي؟)
    أنا من أسرة خفاجية بين النجف والحلة سكنوا كربلاء في بدايات القرن الماضي،  كربلاء مهد ولادتي وولادة أبي وأبيه وأدركت الجرح الغائر في معناي. الحسين عليه السلام هو من شيد هذه المدينة بدمه وما زال إلى اليوم يسمى غريب كربلاء، عجيب كيف تتألف الغربة والهوية لنميز بها الحق من الباطل ،جراح  نازفة عبر التاريخ ونهضة أمة ترفض الخنوع ( هيهات من الذلة) هي كربلاء.
*** 
(المنجز؟)
       عقود من التعليم والتدريس والمحاضرات وكتابة البحوث وكتاب أبو عمر الشيباني وجهوده في الرؤية الأدبية /كتاب الأدب العربي في كربلاء /كتاب أوراق ضائعة  ديوان أبو المحاسن الكربلائي /وكتاب الإمام علي عليه السلام والشعر/ مجموعة بحوث / وكتاب علي الفتال في آراء الآخرين.
*** 
(كربلاء؟)
     لا يقرأ التاريخ إلا بها، وبها نصل إلى إنسانية التاريخ، وبها ندرك ما نقرأ وما يقرأون ،وكل قراءة لها أبجديتها ،علينا أن نقرأ التاريخ بحكمة العارفين، عانى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير وهو يرفع يديه إلى السماء (اللهم أغفر لقومي فهم لا يعلمون) وفي فتح مكة قدم أعظم درس في التسامح (اذهبوا أنتم الطلقاء) وعلينا أن نقرأ التاريخ بحكمة معناه ، عندما ضرب ابن ملجم لعنة الله عليه هامة أمير المؤمنين سلام الله عليه بسيف اشتراه بألف وسمه بألف تسرب السم إلى الجمجمة فاخبروه بأننا مسكنا القاتل راح يوصي خيرًا بقاتله؛(هدئوا روعه ). وكربلاء تركت في صفحاتها أعظم الدروس حين حاصر الحر بن يزيد الرياحي وجعجع بالحسين إلى أطراف كربلاء وعزله عن الفرات ، بعدما أدرك الحقيقة انحاز إلى الحسين عليه السلام يا أبا عبد الله إني تائب فهل لي من توبة جاء الجواب أهلا بك ، نعم يتوب الله عنك وناداه (أنت حر في الدنيا وسعيد بالأخرة) فنحن نرجو أن يقبل الله أعمالنا .
كربلاء اسم كوني هويتها جراح أمة، وتاريخ عصي على النسيان ،الإسلام شارف على الهلاك ،وأمة انحرف بها يزيد عن السبيل، صارت بحاجة إلى بعث جديد، وفتح جديد، ودين ورسالة،
كربلاء عند الدكتور عبود جود الحلي،  ثبات الإمام الحسين عليه السلام ومن معه ،عدد قليل يقفون أمام جيش ودولة، ليسأل كل إنسان نفسه لو كان في نصرة الركب الحسين وأجازه الحسين من القتال (هؤلاء القوم لا يريدون سوى دمي، وأنتم في حل من بيعتي )هل كان يبقى أم يطلق ساقيه للريح ؟ الكربلائيون اجتازوا حدود البيعة غيروا معاني كثيرة منها  مفردة البقاء لانهم غيروا قاموس الحياة، ( نموت معك)  الإنتماء الروحي، النموذج الإنساني الذي قدمته كربلاء للدين ظهيرة عاشوراء.
:ـ  احملوا هوية عاشوراء إلى عالم اليوم ، إلى مقومات حياتهم حدثوهم عن حقوق الطفل المهدورة بسهم حرملة، قتلوا الأطفال حدثوهم عن حقوق المرأة التي استباح حرمتها جنود يزيد بين القتل وذلة الأسر ووجع الضرب ، اكتبوا لهم ما حدث من إشكالات الهوية وعن وراثة السلطنة ، و العبودية التي قادوا بها الأمة ، لنكتب عن العلاقة بين الدين والهوية والحكومة الأموية قسرية الخنوع ، أما أن تبايع أو تذبح ، وقال الله تعالى لا إكراه في الدين ، لنكتب عن الجوانب المشرقة في ظاهرة كربلاء ، شموخ الحسين عليه السلام في الآباء لا نريد من يصور لنا التضحية العظيمة انكسارًا ،البحث عن المصائبية لا تتجاوز الواقع الحقيقي من أجل استدرار العاطفة هل فقدت زينب عليها السلام   ظهيرة عاشوراء اتزانها؟ حشاها والله وهي التي وقفت على جسد الحسين سلام الله عليه( اللهم تقبل منا هذا القربان)
شباب صدى الروضتين يتأملون هذا الرصيد الفكري، أسلوبه تأثيره وعقلية الواقعة، معنى الاستجابة الشعورية لكربلاء، تطلعات العاشورائي  ،تواصله المثمر مع التاريخ والحياة المعاصرة ، بناء الخطاب الحسيني بمفهومه في زرع الأفكار 
*** 
:__أليس البكاء على الحسين هوية تعزز القيم وتغرس في الإنسان شعور الإنتماء والتواصل مع مآسي أهل البيت عليهم السلام ومواساتهم عبر التجارب والشواهد لدعم النهضة الحسينية؟
:__نعم نحن بحاجة إلى البكاء المعبر عن المواساة، ليس بكاء الخوف أو بكاء رثاء منكسر، ورد البكاء في روايات أهل البيت عليهم السلام لتكون الدمعة نصرة ، أحد الكتاب يقول يوم عاشوراء رغم حزنه ومآسيه ،كاد أن يكون من الأعياد الحقيقية لأنه ليس من أيام الدنيا ، الدنيا زائلة  هو يوم من أيام الآخرة، كرم الله الحسين ومن معه بالجنة، توجههم بالشموخ ،عمر لهم البقاء لما بعد الموت البكاء تجديد عهد لنحمل الطف روحا بها ننتظر صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
*** 
:__الانتفاضة  الشعبانية ؟
من المسؤوليات العظيمة التي كنا نستشعر بها هي تعليم أولادنا ثورة الحسين عليه السلام في زمن كان الأثر الطاغوتي يزحف بين الناس يتنامى لتمتد أذرع الجور في كل بيت، كان السجين بتهمة الإنتماء الحسيني لا يسقى ماء إلا حين يهتف باسم الطاغية، انتفاضة شعبان هوية حسينية رفع الشعب راية عاشوراء، واجهتم حكومة الطاغوت بقسوة ظالمة، كان يجبرهم على شرب البنزين ويرميهم بخارق خارق، كربلاء تهز عروش الطغاة ليس شعارًا بل حقيقة انتفاضة ممتدة عبر العصور، كربلاء تتحدى المستعمرين وحكومات الجور؛ لذلك أبعدوا أهل الولاء الحسيني عن المناصب الحكومية.
*** 
:__ما دور العتبات المقدسة في ثقافة اليوم؟
          سعت العتبات المقدسة لرفع المستوى الإبداعي للثقافة المتزنة ، أعمال ثقافية تهتم ببناء الفكر الإنساني ومعرفة قيم المعنى، أصدرت العتبات المقدسة الكثير من الكتب والدوريات ولديها مؤسسات نشر ومطبوعات، لها دور كبير في أحياء الأدب من خلال المهرجانات والمسابقات وكل عتبة من العتبات المقدسة لها مجلاتها المحكمة والدورية، انفتح العالم اليوم على دراسات قرآنية بمنهج أهل البيت عليهم السلام ،الإهتمام بنهج البلاغة والصحيفة السجادية والكثير من الموروث الشيعي  أقاموا له مؤسسات ومهرجانات .
والحمد لله هذه الزيارة اعتز بها واسعدتني مجلة صدى الروضتين بهذا الحضور.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/09


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  ( حوار مع كاتب وكتاب ) ( الانهيار الفكري في بنية المجتمع )  (ثقافات)

    • مرجعية السيد السيستاني دام ظله والانتخابات النيابية / البينات مصدرا  (المقالات)

    • العتبة العباسية المقدسة، ومعطيات الانتماء المقدس / فعاليات مهرجان "روح النبوة" هوية فكر وانتماء  (ثقافات)

    • المهدي المنتظر  عجل الله تعالى فرجه على ضوء ما يكتبون  (المقالات)

    • (قراءة في أصبوحة صدى الروضتين) (ورشة في فن المقالة / الدكتور إحسان التميمي)  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : الدكتور عبود جود الحلي/ المثمر من التاريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net