ضيعنا حق علي{ع} وعملنا بباطل عمر بن العاص
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مقدمة : بحثت في القران الكريم الذي فيه كل شيْ وبحثت وفي احاديث رسول الله{ص} وال بيته الكرام وفي الاحكام الشرعية لم اجد دليلا يلزمني ان ادين من اوقعوا عليه ادانة بعنوان {سبب} الا في حادثة تاريخية شهيرة وقعت في معركة صفين. حين استشهد الصحابي الجليل عمار بن ياسر على يد الفئة الباغية على قول الرسول{ص} وهذه الحادثة رجت الافكار في معسكر معاوية واهل الشام المارقين .. رغم موقفهم من ال البيت {ع} الا ان نفوسهم أبت ان تتقبل حكم عمر بن العاص في ان عليا{ع} هو سبب قتل عمار بن ياسر. وانتهى من يومها معرفة الحق الذي بينه رسول الله{ص}" يا عمار تقتلك الفئة الباغية" هنا أتساءل لمن يحكمون بحوادث واضحة ان من وقع عليه الاذى هو السبب في القاء نفسه في التهلكة. الا ان الاحكام العشائرية تسير نحو استحصال اموال فصول من المسكين الذي اطلقوا عليه حكم عمر بن العاص انه هو السبب. وعليه دفع دية لمن قام بالحادث متعديا على كل النواميس وقوانين المرور السائدة.
لما كان هذا الامر لا يتقبله العقل . يممت وجهي نحو كتاب الله تعالى. ونحو اقوال ومواقف رسول الله{ص} وخطب نهج البلاغة لامير المؤمنين {ع} وابناءه المعصومين عليهم السلام . لم اجد اشارة واحدة منهم {وهما الثقلان اللذان خلفهما الله في امته}.
نعم وجدته عند جيش معاوية حين استشهد عمار بن ياسر{رض} وتساءل اهل الشام ما حكمنا في حرينا مع علي {ع} وكانوا بحاجة الى نص يعتبرونه شرعيا يعبرون عليه لألقاء وزر جريمتهم التي جاءوا بالناس يحاربون ال محمد{ص}. ولتكن تلك الحرب شرعية وفق مبدأ جيش معاوية واهل الشام . فانبرى مرجع التفسير لأقوال الرسول{ع} وصاحب فتنة رفع المصاحف عمر بن العاص .ان اصدر فتوى يدين فيها علي بن ابي طالب {ع} انه هو واصحابه هم الفئة الباغية , وان من يتحمل دم عمار بن ياسر هو من جاء به الى ساحة المعركة . والمدان هو علي بن ابي طالب{ع} لانه { سبب}.
هكذا وجد من يحكم بين متخاصمين شرعا جديدا غير موجود بنصه وروحه في القران ولا في الحديث , الا في معسكر الشام ومعاوية.. انه السبب الذي وقف امام الحق الذي دعا له الله ورسوله وال بيته عليهم السلام . قال أميرالمؤمنين {ع}:{ليكن أحب الامور إليك أعمها في العدل وأقسطها بالحق} وقال {ع}:{اجعل الدين كهفك والعدل سيفك ,تنج من كل سوء }وقال {ع}:{إن العدل ميزان الله سبحانه الذي وضعه في الخلق ونصبه لإقامة الحق,فلا تخالفه في ميزانه ولا تعارضه في سلطانه} وقال{ع}:{رحم الله إمرأ أحيا حقاً وأمات باطلاً وأدحض الجور وأقام العدل} ويخاطب من يحكم بين الناس :قال: إن في العدل سعة. ومن ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق.
ونحن ميتون ونسال في قبورنا باي حكم نحكم بين الناس .. بين عدل الله ورسوله وال بيته عليهم السلام . او بشريعة { السبب} التي خلفها عمر بن العاص في الامة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat