صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

علي مع الحق والحق مع علي وعلي الحق كله
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عقيدتنا ان عليا{ع} دينه دين الحقُّ, وخطاباته تنطلق من الحق, وكل قرار اتخذه في حياته يتماشى مع الحق . وشجاعته كان يمارسها حين يستدعيه الحق, وشجاعته يعرفها القاصي والداني . ما سل سيفه الا لنصرة الحق. فعلي اسوة حسنة واسوة فريدة في عالم الانسانية , في القضاء والصدق والتكامل المعرفي, لذا مثل علي الحق. واختارته السماء ممثلا بعنوان الولاية العامة بعد رسالة محمد{ص} فقال من كنت مولاه فعلي مولاه.

واذا كان الحق الذي نزل من الله ممثلا برسالة سيد الانبياء ,وهي امتداد لرسالات السماء .وهي المشروع والقانون الذي اراده الله ان يبلغه للبشر ,بدأه بادم وانهاه بمحمد{ص} فقد استكمله بولاية علي بن ابي طالب{ع} فقال صدقا وعدلا " اليوم اكملت لكم دينكم " فتأسس في الاسلام نظريتين . هما نظرية النبوة الخاتمية . ونظرية الولاية العلوية . التي مثلت الحق الالهي في الارض . وليس غريبا ان يقول النبي{ص} علي مع الحق والحق مع علي . انه بيان بليغ في باطنه معاني تفوق قدرتنا على معرفة الحديث الشريف.

فاذا يممنا وجوهنا نحو القران نرى صفحة الحق ناصعة في قوله {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}وقوله {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ}،ومن اسس الحق هو العدل والاحسان يقول تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} هنا يتجلى الحق في ابرز معانيه يقول تعالى{وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ويسترسل القران بمفهوم المعاني العالية الالهية بقوله {قَالَ اللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }،فالحق والعدل والصدق ليس بالامر الهين ولا يمكن ان يتحمله كل انسان . ولذلك خلق الله محمدأ{ص} واهل بيته عليهم السلام بمواصفات يقول الامام علي عنها" نحن لا يقاس بنا احد".

فهم اخذوا دين محمد بقوة.يقول تعالى{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} {يَٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍۢ }، فحملوا القثران بصبر وتضحية يقول تعالى{وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ} {سَلَٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى ٱلدَّارِ}، هكذا اراد الله ان يكون صاحب الولاية حقا وصدقا وعلما وشجاعة. قال تعالى{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} فانت يا ابا الحسن صاحب اليقين وانت المعني بقوله{وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} هذه جزء من صفاتك التي بينها كتاب الله وبينها رسوله الكريم . فكنت يا ابا الحسن اهلا ان تتشرف بمسؤولية الولاية التي زيَّنها في حياتك كلها.سلامٌ عليكَ يا أَميرَ المُؤمنينَ يَومَ وُلِدتَ في جَوفِ الكعبةِ ويَومَ جاهدتَ حيثُ احتاجكَ الإِنسانُ ويَومَ استشهدتَ في محرابِ الكُوفةِ، ورزقَنا الاقتداء بنهجِكَ وعلمِكَ، بمُبتدئِكَ ومُنتَهاك. والحمد لله رب العالمين.

مشاهد كان الله كاشفُ كربها *** وفارجه والأمر ملتبسٌ إمرُ

و(يوم الغدير) استوضحَ الحقَ أهلُه *** بضحيآء لا فيها حجابٌ ولا سترُ

أقام رسولُ اللهِ يدعوهم بها *** ليقربهم عرفٌ وينآهم نكرُ

يمد بضبعيه ويعلم أنّه *** وليٌّ ومولاكم فهل لكمُ خُبْر؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/10



كتابة تعليق لموضوع : علي مع الحق والحق مع علي وعلي الحق كله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net