صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(حوار مع كاتب وكتاب )(الغضب الشيعي)
علي حسين الخباز

  لم يكن البديل بأفضل هذه القضية معروفة، تسلط بني العباس على الرقاب، فكانوا اشد فتكا واسوء اثرا ، ولغوا بالدماء وقتلوا على الظن والشبهة ،وليس في هذه المعلومات شيئا جديدا ،لكن الذي نبحث في شانه اليوم :ـ هل انقلاب بني العباس على أهل البيت عليهم والسلام وعلى العلوين  كانت ردة فعل ( الملك عقيم ) حيث اغوتهم العروش ام ان الامر معد بهذا الشكل قبل الثورة؟
 الدكتور محمد حسين الصغير:ـ  استغل العباسيون قضية اهل البيت واشاعوا ظلامتهم بين الناس، واثارة مشاعرهم  لحسابهم الخاص، يتفجعون لما اصاب الحسين عليه السلام ، وهم الذين تركوه بلا ناصر في كربلاء ولم تكن عدتهم قليلة ،ويتفجعون لمصاب زيد بن علي ويحيى بن زيد ليصب هذا التفجع في رصيدهم السياسي ،لم يكن لبني العباس في العصر الاموي كيان اجتماعي ،ولا اثر من عزم وانما كان في الظل اتجاه المركز المنظور لأهل البيت عليهم السلام ايحاء تسرب من عبد الله بن محمد بن الحنفية قبل موته الى محمد بن عبد الله بن العباس ،ذكر المسعودي في كتاب التنبيه والاشراف ص 328، ان الوليد بن عبد الملك ضرب علي بن عباس بالسياط وشهره بين الناس ولقبه بالكذاب، سألوه :ـ ما الذي نسبوك اليه من الكذب؟  قال :ـ بلغهم قولي ان هذا الامر سيكون في ولدي ، والله ليكونن فيهم حتى يملكه عبيدهم،
 اجاب ابن ابي الحديد عن سؤال يقول من اي طريق عرف بنو امية ان الامر سينتقل عنهم الى العباسيين، وانه سيليه بني هاشم ؟ ،اجابه اصل ذلك كلهم محمد بن الحنفية من صحيفة كانت عند الحسن والحسين عليهما السلام ،وذكر ابن ابي الحديد في كتاب شرح نهج البلاغة جزء7 ص،147 ،كانت تسمى صحيفة الدولة وهي في صندوق من نحاس صغير، والامام الصادق عليه السلام صرح لهم بالأمر، وعقدوا في (الابواء) مؤتمرا سريا حضره من العباسيين ابراهيم الامام معه السفاح المنصور وسواهم ومن العلويين عبد الله بن المحض بن الحسن ابن امير المؤمنين عليهم السلام، ومعه ابناه محمد وابراهيم ، جميعهم بايعوا لمحمد بن عبد الله( ذا النفس الزكية) وذكر ابو الفرج الاصبهاني في كتابه مقاتل الظالمين 256 بايعوه بما فيه ابراهيم الامام والسفاح والمنصور ،كان العباسيون بعد هذا يصرحون بانهم اهل الثورة والحكم كان الامام الصادق عليه السلام في غياب عن اجتماع الابواء، وطلب الامام عليه السلام من عبد الله  المحض ان يتخلى عن هذا الامر فأبى، قال له الامام عليه السلام انها والله ما هي اليك ولا الى ابنيك ، ولكنها لهؤلاء واشار الى بني العباس وان ابنيك لمقتولين ، تحفز العباسيون الى الثورة، وسعوا لتثبيت وجودهم بمقتل امير المؤمنين وسم الامام الحسن واستشهاد الامام الحسين وتضحية مسلم بن عقيل ومصرع زيد بن علي ومقتل يحيى بن زيد عليهم السلام ، وكانت نواياهم الاساسية التفرد في الحكم دون العلويين ،وحتى مناداتهم باسم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام كانت مجرد تخطيط سياسي ، واذا بالثورة لا علاقة لها بعلي عليه السلام ولا اولاده ،وانما استبداد وطغيان 
&&&
 صدى الروضتين :ـ ما الذي تغير في نظر الناس؟ وماذا كانت ردود الفعل عندما انكشفت حقيقة العباسيين؟
 الدكتور محمد حسين الصغير :ـ جاء في كتاب عنوانه السياسة العربية لكاتب اسمه (فان فولتن) قال ان ما لقيه العلويون من الاضطهاد في عهد السفاح والمنصور من خلفاء بن العباس لم يلقوا مثله من قبل، هذا الامر كان له الاثر السلبي على الحكام وساهم  باستنهاض الغضب الشيعي ضد الحكم ،فما نعمت الدولة العباسية بالاستقرار، بل اندلعت الثورات في ارجاء الدولة الاسلامية بوجه العباسيين، انتشرت الاضطرابات وتعرض الخلفاء وولاتهم لازمات شديدة، واسرفوا في سفك الدماء ولم يتورعوا فارتكبوا  افظع الجرائم واشدها هولا في سبيل تامين سلامة عرشهم ، بينما هم لو تركوا اتباع أهل للبيت على فطرتهم واستضاءوا بتوجيه ائمة اهل البيت عليهم السلام، ما حدثت تلك الماسي الدامية، وهذا يثبت انهم دعاة ملك وطغيان لا طلاب دين وايمان ، والسلطان شيء والدين شيء اخر.
&&&
 صدى الروضتين:ـ   بين السفاح والشيعة وموقف الامام عليه السلام من الاحداث الانتقامية ، كيف تقرأ الصورة ؟
دكتور محمد حسين الصغير :ـ ، لو تابعنا خطاب السفاح في الكوفة ،فهو كان استثمار لولاء أهل البيت عليهم السلام  مستغلا محبة الكوفة للإمام علي ، الكوفة مستقر الشيعة وملتقى الاولياء وابو العباس السفاح جرد نفسه ممثلا لأهل البيت عليهم السلام، واهل البيت شيء وبنو العباس شيء آخر ،  فهو استغل ولاء الكوفة ولكن سرعان ما تبددت الاوهام وخابت الظنون، حملوا راس مروان الى ابي العباس السفاح واستقبله وقال الحمد لله الذي لم يبق ثأرنا ،ما ابالي متى ما طرقني الموت وقد قتلت بالحسين الفا من بني امية ، واما السؤال عن موقف الامام الباقر عليه السلام، شهد الادوار الانتقامية في عهد السفاح دون ان يتدخل في شؤونها ، كان في شغل شاغل عن هذه المشاهد بالقيام بمسؤوليته الشرعية في نشر علوم اهل البيت وتطوير المدرسة العلمية وقد اسس مدرسة تخرج منها الكثير من العلماء واعاد الحياة الى مدرسة أهل البيت عليهم السلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/01



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع كاتب وكتاب )(الغضب الشيعي)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net