صفحة الكاتب : د . تقى محمود السعدي

الشيخ ضياء العراقي مدرسة لتخريج علماء الأمة
د . تقى محمود السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كتابة السيرة الذاتية لعالم مرجعي مجتهد تمنحنا الكثير من التصورات والأفكار والمفاهيم وتساعدنا على معرفه الذات البشرية الفاعلة، وتسليط الضوء على حياة المرجعية المبركة كمدرسة منهجية متصلة بمنهجية أئمة أهل البيت عليهم السلام، وخرجت كثيرا من علماء الأمة منذ أن أغلقت سائر المذاهب الفقهية على أنفسها أبواب الاجتهاد، الذي خلق آثارا واضحة من الجمود والركود. 
أما في مذهب أهل البيت عليه السلام وبفضل فكر أئمة أهل البيت سلام الله عليهم، في الإعداد لمرحلة الغيبة الكبرى وتصدي الفقهاء لقيادة الأمة فكريا وعلميا، فقد أخذت دائرة التفكير الفقهي بالاتساع وتطورت مناهج الاستدلال. 
 بلغ الفكر الاصولي ذروته على يد المحقق الميرزا النائيني والمحقق الشيخ محمد الأصفهاني والمحقق الآغا وضياء الدين العراقي قدس الله سرهم. 
 جاءوا بنظريات وآراء جديدة في مختلف أبواب هذا العلم وهناك سمات مشتركة في تفكيرهم (1) - المنهجية، (2) - الدقة، (3) - التجديد، وهذه السمات بارزة في مدرسة المحقق الآغا ضياء الدين العراقي. 
هو ضياء الدين بن محمد علي بن المولى محمد العراقي، ولقب العراقي نسبه إلى مسقط راسه آراك العراق أصفهان، ثم هاجر إلى النجف الأشرف. 
 
كتب الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه الله في كتاب نقباء البشر أن العراقي من أجلاء تلامذة شيخنا الخرساني وكبارهم ومدرس من مدرسي السطوح المعروفين يوم ذاك 
 وكتب الشيخ هاشم الآملي وهو أحد تلاميذه، اشتغل العراقي 60 سنة في التدريس على منبر الدراسات العليا (بحث خارج) وتخرج على يده أكثر من ثلاثة آلاف من الفقهاء والمجتهدين ومن أبرز تلاميذها السيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم، ولا مجال لذكر جميع الأسماء وتولى جمع من طلبته مرجعية الطائفة وزعامتها، بقي بعيدا عن أجواء الزعامة الدينية وآثر أن يتفرغ للعلم والتحقيق العلمي وقد آتاه الله تعالى ما يريد وفتح عليه فتوحات جليلة من الفقه والأصول واستمر بالتدريس إلى آخر عمره. 
تعرفنا السيرة الحياتية، لعالم بمنزلة الشيخ ضياء العراقي بمكانة الفكر بكل أبعاده الروحية والعلمية وتكشف لنا الأوجه المهمة من منجزه العلمي ومنزلته الروحية، أرى أن الكتابة عن هؤلاء العلماء قضية مهمة، أغلب العلماء كانوا لا يتحدثون عن أنفسهم ولا يتركون في مذكراتهم شيئا عن سيرهم الذاتية وكان العالم العراقي حين يرتقي منبر الدرس يهيمن على عقول طلابه وأفكارهم ويصغون إليه باحترام. 
توفى رحمه الله في يوم 28 من ذي القعدة عام 1361 في النجف الأشرف ودفن في صحن الروضة الحيدرية المباركة وهذه السيرة هي سفر لعوالم هذا المفكر الكبير رضوان الله عليه
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . تقى محمود السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/01



كتابة تعليق لموضوع : الشيخ ضياء العراقي مدرسة لتخريج علماء الأمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net