علم الاجتماع سر التاثير...الوردي وشريعتي انموذجا
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

يقول اصحاب الصنعة ان ابن خلدون هو من اسس علم الاجتماع من خلال قراءة مقدمته ، وحقيقة ان مفردات علم الاجتماع اصلا موجودة في السيرة النبوية واحاديث المعصومين عليهم السلام في دراسة المجتمع دراسة دقيقة وكثيرا ما يعلمون اصحابهم واتباعهم في كيفية التاثير في المجتمع من خلال معرفة خصوصيات المجتمع .
اليوم يقولون عن علم الاجتماع وتُعرَّب إلى سوسيولوجيا، هو علم اجتماعي يركز على المجتمع، والسلوك الاجتماعي، وأنماط العلاقات الاجتماعية، والتفاعل الاجتماعي، وثقافة الحياة اليومية. يستخدم علم الاجتماع أساليب مختلفة من البحث التجريبي والتحليل النقدي لتطوير مجموعة من المعرفة حول النظام الاجتماعي والقبول والتغيير أو التطور الاجتماعي.
وهذا الراي يحمل كثير من الصحة ولتاكيد الصحة ساقف عند د علي الوردي و د علي شريعتي .
كلاهما شهادتهما علم الاجتماع وكلاهما يحملان درجة الاستاذية في علم الاجتماع ، وهذا التخصص وبمهنية جعلهما يحسنان استخدام التاثير على المجتمع من خلال اطروحاتهم ، ولاثبات ذلك الى اليوم تطبع وتقرا كتبهم بعد صدورها قبل اكثر من سبعين سنة تقريبا ، وهذا واقع لا ينكره من يطلع على بيع وشراء وقراءة الكتب .
هنالك من يمتهن الخطاب الديني وبعضهم اقول بعضهم يحسن استخدام طبيعة المجتمع للتاثير فيه من خلال تشخيصه لطبيعة المجتمع وما هو الذي يؤثر فيه دون الالتفات الى القيمة المعرفية المطلوبة ، واجمالا اغلبهم يؤثر فيه رواية المغامرة او كما يقال اليوم ( الاكشن ) اي وكان الخطيب يقول ما يتناغم ومشاعر المستمع واقولها ان بعضهم يلجا لسرد حكايات خيالية مغامراتية يلصقها بالمعاجز ويبرقعها برقعا دينيا لانه الاكثر تاثيرا بعقول المجتمع .
واستطيع ان اقول ان مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك فانه ساحة يكشف خصوصيات المجتمع ومثالنا المجتمع العراقي فانني من خلال متابعتي لمستخدمي الفيسبوك فانه يرغب ويتفاعل للحكايات والمقولات الشعبية التي تعبر عن وضعهم السياسي والاجتماعي ولا يتفاعل بالدرجة المطلوبة مع المعلومة الثقافية التي ترتقي بثقافته بل بعضهم يستهزئ بها من خلال تعليقاتهم عليها .
من هنا فعلى كل وسيلة اعلام غايتها ثقافة الاعلام وليس ترويج اعلان ان تدرس علم الاجتماع للشريحة المستهدفة ، ولان المفاهيم تعددت لدى كل مجتمعات العالم بدا تقسيم علم الاجتماع الى علم اجتماع سياسي واخر ثقافي وثالث اقتصادي وهكذا وذلك بدراسة المجتمع وفق التخصص الذي يدرسونه لمعرفة النتائج والعمل على التاثير على المجتمع .
اضافة الى وسائل الاعلام ، المؤلف عليه ان يكون بمستوى مهارة علي الوردي وعلي شريعتي في دراسة المجتمع بتقاليده وعاداته وتفكيره ازاء ما يعترضه اليوم فيحسن اختيار المنافذ التي من خلاله يدخل الى عقل المجتمع للتاثير عليهم، وحقيقة ان هذا التاثير ان حصل لكتاب ما فاعلم فيه روايات وقصص لاهل البيت عليهم السلام وضبطا لها عندما تكون الروايات تحمل معاني ما يعاني منه المجتمع اليوم فيكون طريق الخطاب سالك الى عقول المجتمع .
اما مسالة ارغام المجتمع على قبول الراي او حتى الحكم الشرعي دون اختيار مفردات الخطاب من صميم الواقع الاجتماعي للمجتمع وهذا كما اسلفت هو علم الاجتماع فانه ضرب من الخيال لا ياتي بنتيجة .
في الختام على الاعلام المتخصص بالثقافة الاسلامية ان يكون له منهج تدريسي لاتقان علم الاجتماع دراسيا وميدانيا حتى ينجح في مهمته في التاثير على العقل الجمعي للنهوض بثقافته .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat