صفحة الكاتب : رياض سعد

المدنية المعاصرة بين الحرية و التوجهات الماضوية
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعتمد المدنية المعاصرة في جوهرها على مبدأ الحريات الشخصية المطلقة، بما في ذلك حرية ممارسة الأنشطة الاقتصادية بكافة أشكالها... ؛  ومن أجل تعزيز هذه الحياة المدنية، عمل المنظرون والمفكرون والفلاسفة المعاصرون على تذليل العقبات التي تعترض سبيلها، فقللوا من القيود الاجتماعية والمحظورات القانونية والموانع الاقتصادية والمحرمات الايديولوجية ، وفتحوا الأبواب على مصراعيها أمام البشر... ؛  وهكذا، تحول ما كان محرماً في الأمس إلى حلال اليوم ، وأصبح الممنوع جائزاً والمرفوض مقبولاً... ؛ و سارت أمور الناس في هذا الاتجاه، حيث لم يعد أحد يحرم آخر من ممارسة حريته، ولا يتدخل في شؤون غيره، ولا يدعي أحد أنه الوصي على المواطنين أو الحارس للعقيدة وحامي العادات والتقاليد... ؛ و كل شيء أصبح نسبياً وقابلاً للتطور والتغيير، بما يتوافق مع حركة المجتمع المتجددة ومصالح البشر المتغيرة.

إلا أن هناك فئة من الناس لا تزال تعارض هذا النهج التقدمي، بل وتستخدم فضاء الحرية والمدنية المعاصرة لنشر أفكار رجعية وظلامية، بعيدة كل البعد عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان... ؛ فضلا عن ان هذه الأفكار لا تمت بصلة إلى العلم أو الفلسفة، بل هي مجرد خرافات وخزعبلات  يرددها البعض دون وعي أو إدراك لتداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع... ؛  فهم يحاربون كل جديد، ويعارضون كل تغيير، ويضيقون على الناس بحجة تمثيلهم والتحدث باسمهم قسراً وزوراً... ؛ و هدفهم الأساسي هو حصر الناس في دائرة ضيقة من الأيديولوجيات الدينية أو الاجتماعية أو السياسية المتصلبة، التي عفا عليها الزمن، وذلك لضمان استمرار امتيازاتهم الباطلة والطبقية  الفاسدة، بينما يعيش الشعب في ظلام الفقر والظلم والجهل والتخلف.

لذلك، فإن من أهم مهام السياسي الوطني والمفكر الغيور والنخب الثقافية هي محاربة هذه الأفكار الدكتاتورية والدوغمائية والإقصائية والرجعية  بكافة أشكالها، والترويج لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان... ؛ وعليه يجب سن القوانين الصارمة التي تحفظ هذه الحريات وتوفر الأجواء المناسبة ليعيش كل مواطن بحرية، دون تدخل الآخرين أو وصاية مفروضة عليه... ؛ و هذه الوصاية المرفوضة  قد تأتي أحياناً بقوة السلاح، أو بالمال والإعلام، أو بالشعبوية واللعب بعواطف الجماهير والتعصب الديني أو القومي أو السياسي... .

  وأصبح من واجب الجميع العمل على إيقاف هذه الممارسات والرؤى الظلامية والمتخشبة ، لضمان مستقبل أكثر إشراقاً وعدلاً للجميع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/28



كتابة تعليق لموضوع : المدنية المعاصرة بين الحرية و التوجهات الماضوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net