صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(قراءة في خطبة الجمعة / لسماحة السيد أحمد الصافي)  (13شعبان 1440 هـ ــــــ 19 /4/2019م) 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما الذي كان يحدث للعالم الإسلامي لولا علوم أهل البيت عليهم السلام؟ سؤال يتعلق بالبنية الفكرية لمفهوم الحضارة ومقومات المنهج الرسالي، فارتباطات العقيدة الإسلامية وضرورة الإيمان بالأئمة الاثني عشر تجعلنا على بينة معرفية بمصدرها، هناك من يسال هل لدى المسلمين مناهج خاصة بهم غير مقحمة عليها شائبة من الخارج؟ 
 سؤال موجع هل لدينا منهج دستوره القران واليقين الإلهي؟ 
 خطبة سماحة السيد أحمد الصافي أجابت عن مثل هذه الأسئلة المتأثرة بالمنطق المستورد، وقرب لنا مفهوم العقيدة 
 أولا  
ــــــــــــ  
لارتباطها بحياتنا اليومية كوننا نعتقد أن الإمام سلام الله عليه إمام حي ولا زال موجودا، والإيمان بوجود الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، هو المحصن الأول لذواتنا كوننا نؤمن بالفكر المهدوي عن بصيرة. 
 ومفهوم المنهل البصير يظهر استقلالية هذا المنهج المحمدي بعيدا عن فبركات المستورد، وإنما مصدره القران والرسالة المحمدية ومنهج أهل البيت عليهم السلام وهذا هو المعين الصافي، والأئمة الهداة عليهم السلام تركوا لنا اليقين المعرفي والإدراك الواعي بما ستتعرض له العقيدة من مشاكل، وأن طول الغيبة والمسافة الزمنية ستجعل عمليات الخدش مؤذية والخشية من امتلاكها التأثير السلبي على الناس، وصايا الأئمة الهداة كانت تتعلق بمواطن اليقين وتكشف مجموعة من المشاكل التي ستتعرض لها العقيدة المهدوية من طعون، منها ما يعتمد على منهجية المستورد بحجة علمية الرؤى، وقسم آخر يجرد القضية من هويتها الإسلامية، وهذه القضية ليست مباغتة ولا هي جديدة ،وإنما هي معلومة ومعروفة ومشخصة، 
 سماحه السيد أحمد الصافي في خطابه يريد أن يبين أكثر من حقيقة 
الحقيقة الأولى  
ـــــــــــــــــــــــــ 
إن الإنسان المتيقن من عقيدته لا يتأثر بمساع الشك، وإنما سيزداد بها يقينا كما شككوا بالأنبياء ورسالات الأنبياء عليهم وعلى نبينا وآله أفضل الصلوات. 
الحقيقة الثانية  
ـــــــــــــــــــــــــ 
بعض الناس يتبعون الحق لمصلحة معينة إذا تعارض الحق مع المصلحة تراجع عنها  
الحقيقة الثالثة 
ـــــــــــــــــــــــــ 
 من يتبع الحق لأنه حق بعيدا عن الغرضية هذا اعلى مستوى من الإدراك والوعي. 
 الحقيقة الرابعة 
ـــــــــــــــــــــــــ 
 من يتبع الحق لمصلحة هذا من الباطل الذين اتبعوا الحسين عليه السلام كانوا أكثر من هذا العدد الذي استشهد معه في واقعة الطف كونهم كانوا يعتقدون أن النصر للحسين عليه السلام، وهم سيكسبون الدنيا، وبعد أن تبينت ملامح التضحية لم يبق منهم إلا الذي اتبع الحق لأنه حق. 
 الحقيقة الخامسة 
ـــــــــــــــــــــــــــــ 
 إن العقيدة المهدوية لم تخرج عن الوضع الطبيعي لدعوات الحق، الناس تنكروا للأنبياء ورسالات الأنبياء، واحتجوا على المعجزة وفسروها بالسحر وحاربوا الأنبياء جميعهم، من الطبيعي أن تتعرض العقيدة المهدوية إلى الكذب والاستغلال 
 الحقيقة السادسة 
ـــــــــــــــــــــــــ 
لو بحثنا بأسس اليقين في الفكر المعصوم، سنجد هناك الكثير من المفاهيم الإنسانية التي ترسخ لنا قضية الإيمان، فيستشهد سماحة السيد الصافي بقول حكيم من شهداء الطف يخاطب الناس (إن الله ابتلانا وإياكم بأهل البيت عليهم السلام) نجد إن الابتلاء هو أحد مرتكزات اليقين المعرفي. 
معنى الابتلاء هو السبيل الذي نتعامل معه بوجود أهل البيت عليهم السلام، مهما تعددت وجهات النظر او قيل ما قيل في ضوء ما بحثته المدارس المختلفة، نحن نؤمن أن الإمام المهدي موجود حي يرزق كحال الخضر وحاله حال نوح عليه السلام، وقضية طول العمر لا تشكل عندنا مشكلة، الله سبحانه وتعالى يبتلينا بهذه العوامل المشككة، وتبقى القضية كيف سنتجاوزها بالصبر والإيمان، وضع الابتلاء وضع طبيعي أمام معاناة النبي صلى الله عليه وسلم، الفتن طبيعية والمؤمن لا تميله الرياح ولا تبعده عن الإيمان مهما اشتدت  
 الحقيقة السابعة 
ـــــــــــــــــــــــــ 
لا يكفي الإقرار بالقول وإنما علينا الإيمان بالقلب والروح، هل يكفي أن نقول هناك أئمة بعد النبي؟ لا بل لا بد أن نشير إلى كل إمام، وأقول هذا إمامي والأئمة عليهم السلام أعطوا الاوصاف التي تجعل العلماء ورثة الأنبياء، والارتباط بالعلماء وصف عام لا ينطبق على الجميع، محاولة الإنصاف لليقين العلمي جاء على قدر الجهد والمعرفة، لهذا نحن نتمسك بالبرهان اليقيني في مدرسه أهل البيت عليهم السلام، كان الإمام السجاد سلام الله عليه يركز حين يذكر اسم جعفر (جعفر الصادق) عليه السلام، يحفزنا السؤال لماذا التركيز على صفة الصدق وجميع الأئمة هم صادقين، هم سادة الصدق 
هذا تنبيه للتمييز بينه وبين جعفر الكذاب الذي لم يولد في حينه بعد ويعترض أبو لهب على رسالة النبي صلى الله عليه وآله، هل ينقصه العلم؟ هل تنقصه البينة؟ 
 لا لكنه يريد أن يستبد بشكل لا شرعي، الجميع يدعي في فكره اليقين،
وهنا درس من دروس مولاي أمير المؤمنين وهو يقول لعمار في محاججته مع المغيرة (دعه يا عمار هذا لم يأخذ من الدين إلا ما قاربته الدنيا، لهذا ليس غريبا أن ينتهج بعض العلماء هذا المنهج، والمنهج الحقيقي يعتمد على الثقافة والوعي والايمان. 
الشاهد الاول 
ــــــــــــــــــ إن دجل المدعي الإمامة يجعله يحارب العلماء حتى يقطع الطريق أمام الآخرين 
 الشاهد الثاني 
ـــــــــــــــــــ العقيدة المهدوية حالها حال بقية الأشياء التي تتعرض إلى التشويه  
الشاهد الثالث  
ــــــــــــــــــ الاعتقاد بالمهدي عجل الله تعالى فرجه وفق أصول حقيقية تمكنه من الدفاع عن العقيدة بحيث لا يتزلزل أمام أي شبهة  
الشاهد الرابع  
ـــــــــــــــــــــــ ليس في عقيدة المهدي عليه السلام، أي إشكال حقيقي، بل حالة من التشويه والتشكيك وأن نبقى على العقيدة المهدوية إلى آخر حياتنا إن شاء الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/26



كتابة تعليق لموضوع : (قراءة في خطبة الجمعة / لسماحة السيد أحمد الصافي)  (13شعبان 1440 هـ ــــــ 19 /4/2019م) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net