بناء الشخصية الإسلامية عند الإمام الصادق "عليه السلام"
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام": ((بَرُّوا آباءَكُمْ يَبُرُّكُمْ أبنَاؤُكُمْ، وعُفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ تُعَف نِسَاؤكُمْ))
(تحف العقول / الحسن بن شعبة الحراني)
إنَّ ما يصدر عن الأئمة "عليهم السلام" إنما هو ضمن منهج الثقلين الضامن لمن تمسَّك بهما الأمن من الضلال عامة على وفق الحديث المتواتر عن النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" (ما إنْ تمسَّكتم بهما -القرآن والعترة- لن تضلوا بعدي أبدًا).
وهذا الحديث المبارك عن الإمام الصادق "عليه السلام" يؤكد على موضوعين مهمين لهما أثر كبير في التربية والحفاظ على الأسرة من الانهيار، حيث أَوْلَى الإسلام في نظامه التشريعي أهمية الحفاظ على ذلك من خلال موارد متعددة.
الأول✍🏻: بر الوالدين.
إنَّ بر الوالدين من المسائل المهمة التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية المقدسة في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وبأدنى تتبع لنصوصهما يرى ذلك جليًّا، قال تعالى: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) [لقمان:١٤]، فالحديث يؤكد على هذا المنهج التربوي القائم في الأسرة بين الوالدين وأبنائهما، وما يجب على الأبناء من تعامل قائم على (البر) وأنَّ هذا البر الذي يقدِّمه لهما إنما سيكون له رصيدًا في الدنيا والآخرة. أمَّا في الدنيا فإنَّ الله تعالى يسخِّر له أبناءه للبرِّ به (يبرُّكم أبناؤكم)؛ وفاءً لما قام به سابقًا (برُّوا آباءكم)، وأما في الآخرة فهو ذلك الثواب العظيم الذي أعدَّه الله تعالى للمطيعين، والمتمسكين بتعاليم الشريعة المقدسة.
الآخر✍🏻: العفة.
إنَّ العفة من المواضيع المهمة التي تضمَّنها التشريع الإسلامي قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [النور:٣٠]؛ لما فيها من أثر في صيانة النفس عن الانحراف وارتكاب المحرمات، والتعدِّي على الآخرين، وهذا يحتاج إلى مقدمات معرفية مهمة في بيان آثار هذه العفة مكارم الأخلاق والتربية، وقد أكَّد الحديث على آثارها في الدنيا والآخرة. فأما في الدنيا حيث ضمان الله تعالى في الحفاظ على نسائه وبناته من الاعتداء عليهنَّ كرامة (تعف نساءكم)، لامتثاله وقائه بعهد الله تعالى (عفُّوا عن نساء الناس).
إنَّ هذه 👈🏻 الأحاديث الصادقية المباركة إنما هي دعوة كريمة مباركة منه "صلوات الله عليه" لبناء الشخصية الإسلامية الصالحة والمُصلحة لنفسها والأمة، وفي ذلك كمال منهج آل محمد "عليهم السلام" في إنقاذ الناس من الضلال .. فعلينا أنْ تكون أهلًا لهذه الدعوة الصادقية المباركة📖
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat