(كربلاء هي كربلاء ) (مقام الكاظم عليه السلام)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

في إطلالة من الإطلالات الجميلة التي كانت تجمعنا لنمارس التوق الكربلائي بما يمتاز من تراث، أشار الأستاذ عبد الرزاق الحكيم إلى بعض وجوه المواقع الأثرية في كربلاء التي لم تنل ما تستحق من رعاية ورحت أساله عن أسباب هذا الإهمال، ابتسم لي وقال:
- هو ليس إهمالا بالمعنى الدقيق، لكن لو نناقش هذه المسائل كمواضيع ثقافية وطنية تاريخية سنرسخ فيها القيمة الدينية بشكل أعمق.
قلت عفوا أستاذ لم أفهم قصدك، ابتسم وقال:
ـ الموقع الأثري في كربلاء له العديد من أوجه المنفعة الجمالية فهو تاريخ وتراث أمة ومجد حضارة وموقع سياحي لا بد أن يستثمر جماليا علاوة على قدسيه الأثر، لا بد من الاهتمام بالأثر كونه مرتكزا حضاريا يمثل حضارة كربلاء.
- فعلا أستاذ هناك الكثير من المقامات التي لا نعرف عنها ما يوازي أهميتها مثل مقام الإمام الكاظم عليه السلام في كربلاء.
صار من المعلوم أننا سنقف عند تاريخ هذا المقام وموقعه ولا أعرف هل ذاكرة الأستاذ السيد عبد الرزاق الحكيم ما زالت تحمل مثل هذه المعلومات.
كان في وقتها لا وجود للإنترنت لنأخذ منه ما نشاء من معلومات، ولا حتى هناك اهتمام إعلامي في الموضوع، لذلك كانت معظم المعلومات تنقل عن طريق الموروث الشفاهي، ومقام الإمام الكاظم عليه السلام شباك صغير يخرج من دار عبود الجابري وموقعه في زقاق السادة في محلة باب بغداد رحت أسأله عن قصة هذا الجدار؟ قال لي:
ـ هو مقام من المقامات الدينية، بعد استشهاد الإمام الصادق عليه السلام توجس الخليفة المهدي العباسي من شيعة الإمام الكاظم ومن شعبيته، طلبه إلى بغداد وأمر بسجنه إلا أنه لم ير منه سوء فقد فتن بشخصية الإمام عليه السلام لأخلاقه الحميدة وسجاياه الحسنة ثم أمر بإطلاق سراحه واعتذر منه لرؤيا رآها كما يذكر البغدادي في تاريخه، قلت أستاذ أريد أن أعرف هل سكن الإمام الكاظم في كربلاء؟
أجابني:
ـ نعم لقد بقي أكثر من سنتين:
ـ الذي أعرفه أن لأبيه دارا على نهر العلقمي:
ـ هو لم يسكن في دار أبيه وإنما بنى له مدرسة بين الحرمين الشريفين، ودرس فيها ونشر الفقه الإسلامي والحديث واتجهت قوافل الزائرين والمجاورين إلى الحائر الحسيني، أخذ برهة صمت شدتني إليه، ثم ابتسم وقال جامعة كربلاء الكبرى ظهرت على يد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، تقدمت جامعة كربلاء وتوسعت أركانها
ـ وهل ترك الكاظم عليه السلام كربلاء بأمر رسمي أم غادرها لمهمة أخرى؟
أجابني:
ـ أولا أن موقع كربلاء قريب من عاصمة الخلافة العباسية وضغط الجهاز الحاكم على الشيعة الإمامية وعيون الرقابة على جامعة كربلاء العلمية وكانت السلطة تجتهد على حظر رجوع الناس إلى أئمة أهل البيت عليه السلام أدرك الإمام الكاظم سلام الله عليه خطورة الموقف فأعلن السفر إلى المدينة المنورة ليكون بعيدا عن مركز الخلافة، واتخذ الشيعة هذه المدرسة التي لم يبق منها سوى هذا الشباك
سلام الله عليك سيدي يا موسى بن جعفر
سلام الله عليك كربلاء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat