صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

يُتمْ بمنجنيق الغضب
عزيز الحافظ

انتظرولادة زوجته.. لم تكن بيئتهم البائسة الفقر تلجأ للسونار لتتحقق من جنس الجنين فعنده من الجنسين بلّ لم يعيّن اسمين مفترضين للوليد القادم ، المهم سلامة الأم التي ولدتها في المستشفى الحكومي المجاني،انثى كانوا يرون على جبينها اللجيني نسمات خير وبسمات سرور مفقودتان بيئيا!.راجع الأب مع القابلة المآذونة شعبة الإحصاء لنيل شهادة الميلاد وتصديقها و لسرعة التسجيل في البطاقة التموينية وإكتناز علب الحليب الممنوحة للرضيعة لبيعه فأمها مرضعتها الطبيعيةولما وصله الدور سأله موظف السجل ماذا أسميتها؟ قال الأب لم اختر لها اسما ، انفرجتْ بغرابة آسارير الموظف المقطّب الجبين ذو السحنة المقيتة الرؤية المقرفة عند التحديق وهو يرتدي بدلة الرعب الزيتونية متفاخرا فقال سأختار لها اجمل الأسماء ولاأظنك ستعترض! تبسم الأب صاغيا: قال ساق شجرة الزقوم.. سأختار لها اسم حلا! وبمجرد نطق الأسم بالتداول اللفظي تأجج الموقف بين المراجعين!كأن صاعقة هّزت أركان الغرفة او قنبلة صوتية انفجرت في الأرجاء ، ثار لغط وهمهمات هرب بعضهم ووجم البعض ولجم لسانه وانحنت اغلب قامات المراجعين كأنما على رقاب رؤوسهم المتحيرة، الطير وأرتبكت أيادٍ البعض فتساقطت منه الاوراق بإرتجاف ومنهم من أنسّل مستغلا قربه من الباب فكأنما فجرّ الموظف بإلاسم حلا: قنبلة يدوية دخانية في الغرفة الكريه فيها..المتنفذْكان الجميع يعي أن حلا مدللّة السلطان الجائر قاطع الرقاب اليانعة او التي في طريق الينع! ولم تجد زمنا لكي تينع.. وإن اسمها مرتبط بالحلوى و الحلويات ممنوعة اللفظ والتداول والمذاق والسبب الحصار و شحّةالسكر في الاسواق! بل ومن يتكسب بالحلويات يخرّب الاقتصاد الوطني ويساق كالاغنام في عيد الاضحى لمصير محتوم!فالمشروبات الغازية ممنوعة والكنافة سلاح ذري ممنوعة والبقلاوة فريدة الطعم بالتمني في اللسان بلاتذوقصمت الأب ،تملكته الرهبة وضيعّه الإرتباك فقد كان صمته الرهيب ناقوس خطر داهم عليه فالسكوت هنا ليس علامة رضا في عقود الزواج بل يثير شبهات شرطة كوكب نبتون المرتدين الزيتوني والمنتشرين في كل ثنية ومنعطف وزقاق!! وبينما التحديق والتفكر يأسره، نهره الموظف بعنف وتقريع: لماذا صمتت؟ تبقون متخلفين! تتداولون اسماء التاريخ للتبرك والتيمّن! ألم يعجبك الأسم؟ حلا... حلا.. وأخذ يرددها كأنشودة على طريقة الأداء الاوبرالي بتضخيم مقيت لصوته الجهوري المبحوح ونبرته المتحشرجة ..حلا!الاتفكر بمميزات الاسم؟ والاكراميات التي ستنالها و قد يغدق عليك بها السلطان في المناسبات؟ ثم عنّفه امام الجمع المتوتر إرتباكا ،منتفضا كالطاووس المنفوش ريشه لانه يعرف ان البسطاء هناك يرتعبون من لون الزي الزيتوني حتى لو ارتداه حمالا في سوق المدينة! فكيف بسماع أسم حلا مدللّة السلطان ؟!!
عندها قشع الأب غيوم الصمت فيه فتحرر فمه من أسر قيد الذهول و مزق شرنقة الخوف وأنفرجت أساريره فجأة فقال للموظف: ياعمي :الأسم على رأسي خير الاسماء واجلّها وإبنة القوم الاكارم الافاضل الاطياب !ولكن انت تعرف بيئتنا هنا فهذا الاسم بين اولادي لااستطيع رميه حتى بمنجنيق  صوتي عند غضبي! وهي أبنتي ولااستطيع شتم ابوها وهو انا: لسبب كلنا نعرفه إنها سرعان ما تصبح بوجودكم في كل آن ومكان: يتيمة!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/23



كتابة تعليق لموضوع : يُتمْ بمنجنيق الغضب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net