صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(حوار مع كاتب وكتاب)(الغلو والزندقة)  
علي حسين الخباز

اللقاء مع الدكتور محمد حسين الصغير يأخذنا إلى مديات معرفية واسعة بسبب تعدد إنجازاته ورسوخ علميته. 
التقته مجلة صدى الروضتين لتحاوره في قضية الغلو لمعرفة دوافع الغلو. 
 
الدكتور محمد حسين الصغير: 
 ـ يعمل دافع الغلو بثلاث عوامل العامل الأول 
ـــــــــــــــــــ 
 خوارق الأنبياء والتي هي من مميزات أهل البيت سلام الله عليهم، وما تمتع به الإمام الصادق من المزايا النفسية ومواهب العلم اللدني وموسوعيته في المعارف العليا، فلم تطق العقول مصادر هذا الفيض العلمي  
العامل الثاني  
ـــــــــــــــــــ 
عامل الدس وتضليل الناس من خلال العناصر المشبوهة التي حشدت نفسها حشرا في زمرة أصحاب الإمام، وروجت الكذب الرخيص 
 العامل الثالث العامل  
ـــــــــــــــــــ 
العامل السياسي الساعي لتشويه العقيدة، تنفيذا لرغبات السلطة 
***  
 صدى الروضتين: 
 ـ ما هو دور الامام عليه السلام في هذه المواجهة 
 الدكتور محمد حسين الصغير: 
 ـ الإمام عليه السلام كشف الغايات كلها في كلمته  
(إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا عند الله، وإنما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأساً). بحار الأنوار 
 كان أبو الخطاب الأسدي يزعم أن الله تجلى في جعفر الصادق عليه السلام وأن الألوهية تسير مطردة في مقام النبوة، نور مشرقة في النبي، والنبوة نورا مشرقة في الإمام (قال بإلاهية جعفر الصادق) 
 فهو يرى أن الإمام الصادق عليه السلام هو الإله في زمانه وليس المحسوس الذي يرونه، لبس هذه الصورة للدنيا، كانت هذه الأفكار تذاع سرا في الكوفة، وكان عمير بن بنان العجلي يرأس مجموعة من الغلاة نصبوا خيمة بكناسة الكوفة، يجتمعون فيها يزعم أن الإمام الصادق من الأنبياء الذين يوحى إليهم، بينما ذهب الناووسية إلى أن الإمام الصادق هو المهدي المنتظر الذي سوف يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. 
اتخذ الإمام عليه السلام ثلاث خطوات جريئة لمواجهتهم  
الخطوة الأولى 
ـــــــــــــــــــ 
أكد الإمام أن أهل البيت عليهم السلام، عباد مكرمون وعبيد خلقهم الله، أشاروا بالعلم والحلم والورع والتقى وأن دعوات الغلو المزيف والتأليه الباطل لا يمت إليهم لا من قريب ولا من بعيد، ولا تمثل حقيقة الفكر الإمامي، وقال الإمام الصادق عليه السلام ((فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، وما نقدر على ضر ولا نفع، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسؤولون)) 
إن أطعت رحمني وأن عصيت عذبني عذابا شديدا، وهذا التشخيص الدقيق من الإمام عليه السلام لا ينفي العصمة، أن يقر الإمام عليه السلام بأنه عبد خاضع خانع ذليل صاغر راغب لربه، يرجو ثواب الله سبحانه وتعالى ويخشى عقابه  
الخطوة الثانية 
ـــــــــــــــــــ 
 البراءة من أهل الغلو لعنهم الإمام على رؤوس الأشهاد، والدعاء عليهم بالبوار والدمار، وكان يلعنهم بأسمائهم (لعن الله بزيغا والسري وبشار الاشعري وحمزة الزيدي وحائد النهدي)  
الخطوة الثالثة 
ـــــــــــــــــــ 
 التحذير منهم في كل مقام وكان يوصي أصحابه عن الغلاة (لا تقاعدوهم ولا تصاحبوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم) تحذير وإنكار ليدحض الأباطيل ويقيم الحجة عليهم 
***  
 صدى الروضتين:  
ـ موقف الإمام الصادق من حركات الزندقة والإلحاد التي ظهرت في عصره؟ 
الدكتور محمد حسين الصغير: 
 ـ أولا... استشراء البحث الكلامي في الحياة العقلية، أدخل الغزو الثقافي على المسلمين الفلسفة الإغريقية والديانة الزرادشتية ونظريات وفرضيات يغلب عليها الغموض والإبهام، وهي تبتعد بإنسان ذلك العصر عن الصفاء الفطري في نظرته لحقائق الأشياء 
 ثانيا... انحراف الركب السياسي عن حظيرة الإسلام ولا يهمه سوى الاعتداد بالسلطة، يشهر الإسلام سلاحا بوجه أعداء النظام لا بوجه أعداء الإسلام، ينكل بكل من يعارض الحكومة ويعرضه لشتى صنوف التعذيب، نشأ الجيل كافرا، وجيل آخر يشكك بكل فكر سليم، وجيل ثالث يثير البدع والمغريات، وبدأ الانحراف عن الخط المستقيم، وولد الإلحاد وكتل الزندقة، أي رافض للحكومة اعتبروه من دعاه التخريب، الإسلام رفض الزنادقة   لذلك دخلوا الإسلام لنشر البدع والضلال. 
 لكن هذا الزعم الصقوه بمذهب معين، اتباعا للهوى وتفريق المسلمين، نقرأ للدكتور أحمد أمين يقول (والحق أن التشييع كان مأوى يلجا إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد) نص متهافت وزعم رخيص، يكذبه الاستقراء التاريخي
انضوت تحت لواء تشييع قبائل عربية أصلية بل نجد أن العرب بقيادة الإمام الصادق عليه السلام هم الذين رصدوا تحرك الزنادقة وسدوا الطرق والأساليب، وأغلب تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام هم من وقفوا أمام الزندقة أمثال هشام بن الحكم - مؤمن الطاق ـ هشام بن سالم وسواهم، بالتصدي والإيقاع بشبهات أهل البدع، الدكتور أحمد أمين أصدر آرائه عن تعصب أعمى ولا يصلح
التعصب للبحث الموضوعي. 
 لقد واجه الإمام محمد الحسيني آل كاشف الغطاء وناقشه مواجهة، وأفحمه الحجة، وأعلن الندم، ووعد بتصحيح آرائه لكن لم يصححها، وهذا يدل على أنه ليس حرا في تصريحاته وأنه يتبع منهجا يطعن بمذهب أهل البيت عليهم السلام بدلا أن يرد على الفكر الفلسفي الوافد على العرب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/23



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع كاتب وكتاب)(الغلو والزندقة)  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net