تمتاز شخصية آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي. بالتواضع الكبير والذي ركز عليه جميع العلماء في شهادتهم حتى جعلته قريبا جدا عن صورة سلمان المحمدي في شخصيته.
يحدثنا الدكتور محمد بحر العلوم أنه سمع من آية الله الشيخ محمد علي الكاظمي يقول للسيد بحر العلوم (دع صاحبك الشيخ حسين الحلي يختار من المجالس مكانه اللائق ليجلس في صدر المجلس ولا يتواضع كثيرا، ولا يجلس في آخر المجلس فأنه يحرجنا لأنه أعلمنا وعلينا أن نحترمه فأين يكون موضوعنا، إذا لم يختر المكان اللائق به)
هذا التواضع المحبوب من رجل تتلمذ على يديه سماحة السيد علي السيستاني، والسيد يوسف الطبطبائي والسيد محمد سعيد الطبطبائي والسيد محمد تقي الحكيم والسيد محمد الروحاني والشهيد الشيخ مرتضى البرجوردي والشهيد الشيخ علي الغروي والسيد عز الدين بحر العلوم والسيد عبد الرزاق المقرم ومجموعة كبيرة من العلماء.
كان قدس الله سره يستشهد بمقولة (الإنسان حيث يضع نفسه) كان متواضعا إلى أبعد الحدود وبسيطا بكل معنى البساطة، زاهدا بكل معنى الزهد لحد أنه كان حين يجلس في صحن الإمام عليه السلام يزور، يضع بعض الناس في حضنه النقود ظنا منهم أنه فقير الحال وكان يأخذها ويوزعها للفقراء، من طبيعة العلماء أنهم لا يجاملون في شهاداتهم.
شهاده الشيخ آغا بزرك الطهراني قدس الله سره (كان الشيخ حسين الحلي كثير التواضع يخدم العلم للعلم، ولم يطلب الرئاسة.
شهاده الشيخ محمد علي اليعقوبي قدس سره (الشيخ حسين الحلي من الطبقة العليا من أهل العلم وذوي الفضيلة)
شهاده الشيخ حسين سعيد الطهراني قدس سره (عرف الشيخ حسين الحلي بغزاره العلم وعمق التجربة وسعة الأفق ووفرة الاطلاع)
من مواقفه السياسية أنه جاهد بنفسه ضد قوات الاحتلال البريطاني وانضم إلى ميادين الجهاد والقتال وتوجه قدس سره إلى البصرة عن طريق بغداد وكان معه الكثير من علماء الدين وطلبة العلم وإلى جانب مقامه العلمي العالي فيما يرتبط بالفقه والأصول كان أيضاً أديباً ممتازاً، وقد مارس الأدب في شبابه بُرهةً من الزمن، وربما تعاطَى الشعر بين أقرانه، وكانت مدينة النجف الأشرف في عهد شبابه كسوق عكّاظ، فيها العشرات من النوادي الأدبية، يحضرها أعلام الأدب وكبار الشعراء، وكان الشيخ الحلّي يحضر تلك المجالس، ويتخذها وسيلة لترويض الروح، وللتعبير عن خواطره وخوالجه.
توفّي الشيخ الحلّي قدس سره في الرابع من شوّال 1394 هـ بمدينة النجف الأشرف، وصلى عليه زعيم الحوزة العلمية المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد الخوئي، ودفن قدس سره بمقبرة أستاذه الشيخ النائيني بالصحن الحيدري الشريف للإمام علي (عليه السلام).
وكان الشيخ الحلي يقف إلى جانب المرجعية في مثل هذه الظروف، ويساعدهم في الرأي، وتحديد الموقف المقتضي، على أساس تأييد المرجعية الدينية في أحلك ظروفها ضرورة دينية.
ومن هذا المنطلق المبدئي لم يترك الشيخ الحلي المرجعية الدينية وحيدة تغوص في أعماق السياسة ما لم يشاركها الرأي الذي يقتضيه الشرع الشريف في الميدان الخطير، فالظروف القاسية التي مرّ بها العراق بصورة عامة والنجف الأشرف على الخصوص، وما عانته المرجعية الدينية من نظام لم يحترم القيم الدينية، ولا يبالي في اجتثاثها ليخلو له الجو بكل فعالياته، ليقيم على أطلاله سلطته الدكتاتورية الدنيوية.
ورغم هذا فأن المرجعية الدينية الشريفة في النجف الأشرف التي كانت تعاني مداهمة الأخطار لكنها كانت تقف إلى صف الشعب لم يرهبها سيف الحاكم، وشراسة الجلادين، وسجلت موقفا رائعا في المحنة السوداء التي مرت على عراقنا مثل الصمود والتضحية والفداء من أجل عقيدتها وقيمها العليا، وشرف الحوزة العلمية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat