شقشقة .. كرامة الوطن
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحت هذا العنوان احببت أنْ أكتب سطورًا متعددة تتعلق بهذا، ولكن قد يستغرب بعضهم فيقول هل صحيح هذا العنوان (كرامة الوطن) أم (كرامة المواطن)؟
طبعًا هنالك موضوع آخر يتعلق بكرامة المواطن، ولكن أحببت أنْ أتحدث عن كرامة الوطن بالخصوص، إذ لو أصبحت للوطن كرامة فإنها سوف تنعكس على وجود المواطن ومقومات شخصيته، فالبلد الذي له كرامة .. والبلد الذي له عزة ومِنعة .. فإنَّ الأمم تنظر إلى مواطني ذلك البلد نظرة تختلف عن البلد الذي هو عكس ذلك. ولكن المسألة المهمة وهي:
👈🏻 هل أنَّ كرامة الوطن يمكن الوصول إليها، أو الحصول عليها بسهولة في وسط هذا العالم المتكالب؟!! والذي هو بمثابة غابة وحوش حقيقية!! وإنْ كان يتحدث بعناوين برَّاقة ذات واجهة لطيفة باسم مجلس الأمن الدولي تارة، ومحكمة العدل الدولي تارة ثانية، أو حقوق الإسان ومنظمات حقوق الإنسان ثالثة .. وهي في الواقع مجرد لوحات تكتب وتوضع على مؤسسات!! أو وجودها إعلامي فقط!! ولكن الواقع يخالف ذلك، حيث لا أمن دولي!! ولا حقوق للإنسان عالمي بصورة عامة!! وإنما أمن الدولة التي تريدها قوى الاستكبار العالمي وأتباعهم!! والانسان ذو الصفات المحددة الذي هو في نظرهم!!
👈🏻 وخير شاهد على كرامة البلدان أو كرامة الأوطان هو ما رأيناه في بدايات القرن العشرين، أو أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث تلك المقاومة الكبيرة للبلدان التي تعرضت للاستعمار، فالاستعمار سواء كان البريطاني أو الألماني أو الإيطالي أو الفرنسي وغيرهم من هذه البلدان التي هي الآن تدَّعي حقوق الإنسان، وتدعي الأمن الدولي والعدل الدولي والسلم العالمي، فهذه كلها بلدان استعمارية تحاول ان تمتص ثورات الشعوب، بل تقضي على كرامة الشعوب!! وبالتالي فهي تقضي على كرامة الأوطان .. ولكن رأينا كيف أنَّ هذه الشعوب صمدت أمام تلك البلدان الاستعمارية الاستكبارية وقاومة المحتل، ودفعت ثمنًا غاليًا من أبنائها من أجل أنْ تحرر أوطانها، وتحصل بل تحصد كرامتها وتذل المستعمر.
فكانت لهذه البلدان تلك الكرامة، برغم ما قام به الاستعمار ورغم ما قامت به هذه الدول الاستكبارية، ولكن لم تبقَ تلك البلدان ذليلة بالمعنى الذي أراده الاستكبار.
👈🏻 وأما اليوم ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين حيث قمة الاستكبار العالمي، وقمة الامبريالية، وقمة الاعتداء على الشعوب، وهو يكمن في الصهيو@نية العالمية، وبالذات يكمن في داعمة الصهيو#نية العالمية هي (أمريكا) التي تريد أنْ تسحق كرامة جميع الشعوب، وكرامة جميع الاوطان، وتحقق ما تريد!!
ولأجل كسر تلك الإرادات الاستكبارية فهذا يحتاج إلى شعب كريم للحصول على وطن ذا كرامة، وحقيقة ما نراه هذه الأيام الاخيرة من صمود الشعب الإيراني، وصمود الجمهورية الإسلامية في إيران تجاه الغطرسة الأمريكية أكبر شاهد، وكلنا يرى كيف أنَّ هذا الدكتاتور الأمريكي يريد أنْ يذل شعوب البلدان بتصرفات استكبارية عبثية، ولكنه لم يستطع أنْ ينفذ ما يريد تجاه الجمهورية الاسلامية؛ لأنَّ للجمهورية الإسلامية كرامة وطن، وكرامة شعب، وكرامة الشعب والوطن تقهر العدو وتقهر الديكتاتور .. نعم هنالك تضحيات وتضحيات كبيرة تقدَّم مادية أو معنوية وقد تكون كلاهما، لكن بالتالي هنالك صمود وهنالك كرامة يشهد له العالم، وما نراه هذه الأيام من مفاوضات على قدم وساق حول البرنامج النووي الإيراني يدل على كرامة الوطن، وكرامة الشعب الايراني أمام الطغيان (الأمريكي الترامبي) الحديث!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat