بعد تهجير العلويين من قراهم.. مخاوف من “تغيير ديمغرافي” في وسط سوريا
أطلق سكان 20 قرية في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، نداء استغاثة إلى وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية، احتجاجاً على تهجير العلويين من قراهم وما وصفوه بـ”الاستيلاء الممنهج” على أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم الخاصة من قبل شركة استثمارية خاصة.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأهالي هُجّروا قسراً من قراهم، حيث تعرّضت ممتلكاتهم للنهب والتخريب، وتم إسكان جماعات من البدو في منازلهم، بينما تركت مواشيهم ترعى في كروم الزيتون والفستق الحلبي، ما ألحق أضراراً جسيمة بمحاصيلهم ومصدر رزقهم.
ووفقًا لشهادات عدد من المهجرين، فإن شركة تدعى “اكتفاء للاستثمار الزراعي” وهي كيان غير رسمي يعمل برعاية اللجنة الاقتصادية التابعة للحكومة السورية، بدأت مؤخراً بتوقيع عقود استثمار وتأجير لأراضيهم الزراعية مع أشخاص غرباء عن المنطقة ولمدة سنتين، دون أي إذن أو تنسيق مع أصحاب الأراضي الأصليين، الذين لم يسمح لهم حتى بزيارة قراهم.
والقرى المتضررة تشمل أكثر من 20 قرية للعلويين في ريف حماة الشرقي تم تهجير ومنع الأهالي من العودة إليها وهذه القرى: البليل – الزغبة -الطليسية – معان – الفان الوسطاني -الفان القبلي – أبو منسف – المبطن – مريود – الطوبا – نوى – حلبان – الثورة – الشيخ علي كاسون – تلدهب – سباع – البويضة – الرويف – الشيحة.
فتح تحقيق عاجل في هذه التجاوزات
ويؤكد السكان أن أراضيهم الزراعية، والتي تضم أشجار زيتون وفستق عمرها يزيد على 50 عامًا، تشكل مصدر رزقهم الوحيد، وأن حرمانهم من استثمارها أو جني ثمارها يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الملكية.
من ناحية أخرى، أفاد بعض المدنيين للمرصد السوري أن منازلهم الواقعة في مناطق مثل حي الميدان بريف محردة، تم اقتحامها والاستيلاء عليها من قبل أفراد من قرى مجاورة، الذين يقومون حاليًا بتجهيزها للسكن دون وجه حق.
ويطالب سكان 20 قرية من العلويين بفتح تحقيق عاجل في هذه التجاوزات، وبتدخل من المنظمات الدولية والحقوقية لمنع استمرار هذا “الاستيطان القسري”، وضمان حقهم في العودة إلى قراهم واستعادة ممتلكاتهم وكرامتهم.
وبحسب مصادر المرصد السوري، هناك معلومات مؤكدة عن استقدام شركة من إدلب وضعت يدها على المنطقة لاستثمارها عقاريًا.
وفي ريف حماة الغربي تم تهجير سكان قريتي العزيزية وأرزة وجلب أهالي بلدة خطاب إليها وتسكينهم.
ووبحسب المصادر أيضًا قرية تسنين ومحيطها في الريف الشمالي لحمص تم تهجيرها، وقرى أخرى وأحياء وتجمعات سكنية في حمص وريف دمشق يتم إخراج أهلها منها إما بشكل مباشر أو عن طريق التخويف والتهديد والخطف والقتل ليغادر الأهالي مناطقهم، وبث دعايات وتحريض على استقدام بدو ليسكنوا في مناطق من الساحل أو بعض الأحياء في حمص بدلا من أهلها الحقيقيين.
ويعمد هذا المخطط إلى تغيير ديمغرافي لتهجير عشرات القرى من العلويين قسرا وجلب آخرين بدلا منهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat