الحشد الشعبي ضرورة وطنية ووجودية
خضير العواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خضير العواد

الحشد الشعبي ضرورة غريزية (الحفاظ على النفس) فرضتها القوانين الطبيعية من أجل الحفاظ على الجنس (البشري) ، وتجربة الحشد ليس تجربة مبتدعة او جديدة او غريبة عن العقل البشري بل هي تجربة متأصلة في القواعد الأساسية للحفاظ على الجنس (لأي كائن حي) او المجموعة او الفصيلة او القبيلة أو العشيرة ، والذي يحارب هذه الضرورة الدفاعية والحامية لوجود الكائن الحي فأما يكن جاهلا لا يعي أبسط قواعد الحياة أو خائنا باع نفسه بثمن بخس مهما كان مقداره لأنه قدم نفسه للهلاك إن كان في الوقت القريب أم البعيد ، وتجربة الحشد تلاحظها بكل سهولة في عالم الحيوان أو الحشرات عندما تتعرض الى عدو يريد القضاء عليها ، وعندما نشاهد كيف تتجمع القرود أو الثيران وتهجم على النمر او الأسد الذي يريد التهام أحدها ننبهر ونتعجب ونفرح بهذا الإتحاد والحشد من أجل الدفاع عن الوجود والحياة ، وهكذا نلاحظ النمل أو النحل او الطيور وغيرها من الحيوانات والحشرات ، وأما البشر فهم السباقون الى هذا الفعل الذي يدفع الإنسان اليه العقل والغريزة من أجل الحفاظ على النفس والعرض والمال والوطن لأنها حلقات تكامل عيش الإنسان بكرامة وعز ، وكلما يغيب العقل والقانون نلاحظ يندفع الإنسان الى قومه من أجل تشكيل وحدة قوية تواجه كل التحديات للخروج بأقل الخسائر وكلما كان التجمع أكثر قوة كلما كانت الخسائر أقل والأرباح أكثر ، وقد علمتنا التجارب أن الشعوب والأقوام التي تفتقد للمبادئ والأخلاق لا يمكن الوثوق بها وإذا وثقت بها فسوف تدفع ثمن الثقة غاليا ً ، وما بالك إذا امتلكت هذه الشعوب على مصادر القوة والسيطرة فكيف ستكون ردود فعل باقي الشعوب وخصوصاً التي تعاني الضعف والتشرذم ألا يدفعها العقل والغريزة الى التجمع من أجل الدفاع عن النفس والعرض والمال والوطن ، كما هو الآن حاصل في العالم الذي تسيطر عليه قوى بعيدة كل البعد عن الأخلاق والمبادئ بل تتمسك بقوانين الغاب التي فيها القوي يأكل الضعيف ، فهذه أمريكا والغرب وأياديهم من حكومات عربية قد جندت وعاظ السلاطين من أجل زرع الأفكار الظلامية والتكفيرية ضدك في عقول الشباب الجاهل الذي يجهد نفسه من أجل القيام بتنفيذ هذه الفتاوى التكفيرية ومن ثم الفوز بالجنان ، ظرف مثل هذا ألا يدفعنا بالتجمع والتوحد من اجل الدفاع عن النفس على الرغم من وجود بعض السلبيات التي ترافق هكذا تجمعات ولكن المصلحة العليا تدفعنا الى التغاضي عن هذه السلبيات ،ولأهمية الحشد الشعبي في حماية الشعب العراقي كافة ووحدة الوطن وقد عشنا تجربة حية اثبتت لنا اهمية الحشد وهي فترة سيطرة داعش على المنطقة الغربية كلها مع تهديده لمحافظات الوسط والجنوب ولولا الحشد لضاع العراق وهتك كل شيء وما داعش إلا لعبة صغيرة من لعب الأمريكان وأعوانهم ، ولهذا نلاحظ كل القوى التي تريد حل الحشد غايتها السيطرة على العراق وإرجاعه الى حقبة سيطرة الأقلية وظلمها وإجرامها اللذان حكمت بهما العراق لمئات السنين ويؤيد هذه القوى الجهلة والمرتزقة والخونة ، لأن العاقل لا يمكن ان يسلم سلاحه لعدوه الحاقد تحت عناوين خبيثة وغير واقعية من ديمقراطية وحرية وسيطرة القانون وغيرها من شعارات أثبتت بالتجارب أنها مجرد كلمات ليس لها وجود واقعي حتى في البلدان التي تدعي الديمقراطية وسيطرة القانون وما مذابح غزة إلا أبسط مثال لكل جاهل مغتر بالغرب وقوانينه الواهية وشعاراته الكاذبة ، لهذا فان الحشد ضرورة وطنية ووجودية للعراق والعراقيين تحتضنه وتحميه كل القواعد العقلية والغريزية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat