عنيت الخطبة بقراءة مضمون الاستغفار، والمضمون هو المعاني والأفكار التي يحملها الخطاب، ومناقشة مفهوم الاستغفار لمعرفة مغزاه في حركة نص الخطبة.
الأسلوب المتبع هو الاستشهاد برموز أهل البيت عليهم السلام لكونهم يمثلون مدرسة الرسالة المحمدية، هناك قول لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (كان في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه، وقد رفع احدهما، فدونكم الآخر فتمسكوا به) الأمان الذي رفع هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الأمان الباقي الاستغفار، قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
قراءة نصوص الأدعية لاستخراج المضمون الجوهري يشكل ركنا أساسيا من أركان البحث لإخراجه للناس، ليمتلك الشمولية والتأثير العام
الأمان هو الملجأ الذي نلجأ إليه من عذاب الله تبارك وتعالى والبحث عن المعنى هو أصل معرفي، تنظيم حركة النص الخطابي خطبة الجمعة من أجل أحكام الرؤى التأثيرية على المتلقي لضمان التفاعل والمشاركة وإدراك المعنى
أسباب عذاب الله
وأسباب موجبات العذاب... السبب المعصية
وتنقسم المعصية إلى نوعين
معصية أفراد... تبقى في حدود الفرد، تكبر كلما يكبر منصبه
معصية أمه... في هذا المعنى هناك سعي لمقاربة المفاهيم وإدراك المحتوى الدقيق للتأثير وصولا لترسيخ المضمون في الذاكرة الجمعية.
المعنى الأهم في شرح سماحة السيد أحمد الصافي في خطبته عندما تكون المعصية معصية أمه قد لا يرتكب الفرد في هذه المعصية أي مشاركة فعلية، لكنه يعامل معاملة العاصي عندما يرضى بأعمال المعصية، الراضي بعمل قوم يكون معهم.
فمن رضى بقتل الحسين عليه السلام في كل الأزمنة هو من قتلة الحسين سلام الله عليه، العذاب لا ينزل على العاصي وحده وإنما من رضي عنه أيضا، من رضي بهذه الإساءة ورضا بهذا الفعل، هذا المفهوم الذي يكون من أساسيات المضمون ثقافيا وفكريا.
دائما نص الخطبة يبني قوته من علاقته بالواقع وليس نسخ التواريخ وإنما مضمون هذا الواقع وانعكاساته على الأثر المعاصر
(ما دام هناك معصية هناك عقوبة)
المعصية: ــ من أفعال الإنسان
العقوبة: - فعل الله سبحانه تبارك وتعالى.
الإنسان إذا عصى يستحق العقوبة، والله تعالى يغفر ويمهل ويعجل بالعقوبة
والأمر مختص به، بعد هذا الواقع الذهني هناك عقوبة تتربص بالإنسان أثر أعماله، وهناك عقوبة إلهية لها مشيئة إلهية، نبقى نحن إلى الله نلجأ.
هناك أمان فقدناه في حياة النبي صلى الله عليه وإله، وبقي عندنا الأمان الثاني، (الباقي)
نجد أبنية لقواعد لها توافقات نفسية، فالأمان الذي فقدناه هو باقي بامتدادهم معنوي ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصفه الله سبحانه وتعالى وبين وظيفته وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وهذه الرحمة تتنافى مع العذاب.
تأخذنا القراءة عبر مساراتها المعرفية إلى المضمار القصدي، والإمام علي عليه السلام ينبهنا إلى أن الأمان الثاني الذي هو (الاستغفار) لا يحقق وجوده إلا حين يستثمر استثمارا جيدا إذا اردنا أن نعكس صلة هذا الأمان على التاريخ، سنجد هناك أمم نزل بها العذاب بعدما يخرج الله نبيه منها، مثل جماعة نبي الله لوط، تدخل نبي الله إبراهيم أراد أن يجنب الجهة التي سينزل عليها العذاب، بعدما استوضح الأمر الجلي وجد أنه لا رجعة فيه، أمر الله سبحانه الملائكة أن تخرج لوطا فقط، ونزل على قريته العذاب فنزل العذاب على سدوم.
نزل الله تعالى العذاب بها وبينهم يعيش نبيهم ضمن هذه السياقات تبرز لنا خصيصة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخصيصة المحمدية لا يملكها نبي الله لوط فما دمت يا نبي الإسلام محمد أنت فيهم ما كان الله ليعذبهم.
اذا أردنا التحقيق في المضمون فأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعيد عن المعصية، لكن التزكية أنه رفع العذاب عن إساءة المسلمين كرامه لوجود النبي صلى الله عليه وآله، واليوم يأتي عبر وجوده المستمد من أهل البيت عليهم السلام نسأل الله أن يكحل أعيننا بالنظر إلى البقية الباقية من أهل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
القراءات التي يرتكز عليها سماحة السيد أحمد الصافي تنطلق من النص المعصوم باعتباره نقطة الشروح للقراءة والتفسير والتأويل وإمكانيه الانفتاح منها التصورات والمفاهيم والتحرك نحو عدد من المعاني الغير منحصرة بالتأويل المفرد، لهذا من الممكن قراءة ما بين الجمل هناك لغة صامته ممكن الإصغاء لها، انتظار المهدي عجل الله تعالى فرجة جزء من بركة وجود النبي صلى الله عليه واله وسلم، بمعنى أن الأمان ترك بابه مفتوحا علينا بوجود سلسة الأئمة الأطهار عليهم السلام > علي الخباز: عبارة أمير المؤمنين عليه السلام (فدونكم الآخر) أي الأمان الآخر تمسكوا به بمعنى أن الإنسان يتمسك بالاستغفار، والاستغفار من آداب الأنبياء، ومن آداب الأولياء، ومن آداب العلماء، وهو من آداب
المؤمنين، اللغة التي تميز لغة الاستغفار هي من السياقات الغير معلنة بمعنى إقرار داخلي يرسم لنا العلاقة بين النفس والخالق، سنواجه في هذه القراءة بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح.
(المنظار الأول)
إن الاستغفار هو الإقرار بذنب سابق ويقر في النفوس حتى يصبح جزءا لا يتجزأ من المدركات النفسية.
(المنظار الثاني)
إن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج احتياج فقير للإنسان هو الغني المطلق.
(المنظار الثالث)
مهما كان الإنسان غنيا ينعم بالثراء، الحصيلة هو فقير، نحن ننظر إلى الغني من مرتبة واحدة، وفي الواقع هو فقير يحتاج إذا تمرض إلى طبيب يحتاج أن يأكل أذا جاع أن يشرب إذا عطش، يحتاج للسكن، الغني الحقيقي هو الله سبحانه.
(المنظار الرابع)
حقيقة الاستغفار أن يلجأ الإنسان دائما إلى الغني، نستغفر تعني اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، كلمة الاستغفار فيها إنابة
(المنظر الخامس)
أن يكون الاستغفار في مقام المناجاة، استعمال نداء المناجاة، يا الله، استعمل النداء بلا روح وبلا تفاعل في ذهن المستغفر يعد هذا ابتلاء، لا بد من التوجه الحقيقي الروحي، فللاستغفار المعنى القلبي.
(المنظار السادس)
طلب الاستغفار يعني الوعي إلى معنى الاستغفار الإمام علي عليه السلام يعوذ بالله من استغفار غير صحيح (استغفر الله من هذا الاستغفار استغفارك غير صحيح) وكان يقول عليه السلام عجبت لمن يقنط من رحمة الله ومعه الاستغفار.
ما أجمل لغة الدعاء بما تحمله من بنى دلالية تبني العلاقة المتينة مع الله سبحانه وتعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat