لا تحدثني بلغة الصحافة
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سأحدثكم بلغة الواقع الفكري، أغلب تلك الحوارات هي حقيقية واقعية أو شبه واقعية أي أكون قد تصرفت في بعض مكوناتها لتكون صالحة للنشر، الواقع أن أغلب أولئك المتأثرون بالنظريات الإلحادية يقعون في إشكالات كبيرة وخطيرة، ولا يريدون أن يصدقوا أن الفكر الملحد صار غير مقبول إنسانيا، ليس هناك مجال لتجميل الصورة لأن البشاعة بدأت تتضح يوما بعد يوم حتى وصل الأمر أن يتجاوز المستوى الأخلاقي عند الملحدين إلى الحضيض. 
اعترض أحدهم وقال أرجوك لا تحدثني بلغة الصحافة ووضح لنا الأمر على طبيعته، الأمر فيه شيء من الغرابة فلغة الصحافة لغة شمولية غير معقدة، فهو يرفض لغة الصحافة على أساس أنها غير مفهومة ويذهب إلى لغة الفلسفة والأمور المعقدة والمحيرة، ليدخل في متاهات وإشكالات، في آخر تصريح لكبير الملحدين (لورنس كراوس) يقول إن زنا المحارم ليس خطا، ولا مانع من ممارسه الجنس بين الأخ وأخته مع ضمانات أن لا يكون هناك حمل، يبدو أن الشباب استغربوا مثل هذا القول، وكأنهم لم يسمعوه من قبل، انشغلوا في جوالاتهم ليتأكدوا من حقيقة هذا التشخيص، بعد برهة راح واحدهم ينظر إلى الآخر منذهلين، وقبل أن يصحوا من ذهولهم، قلت هناك تصريح أكثر لعنة لـ (بيتر فينجر) هذا الرجل لا يرى مشكلة في ممارسة الجنس مع الحيوانات، لكنه يشترط عدم انتهاك حقوق الحيوان. 
 عقليات طائشة وقابلها الجميع بالاستهجان والاستنكار، الكاتب محمد الباحث في منتدى التوحيد أصدر كتابا بعنوان (فضائح الحادية وأخلاق داروينية متجددة) ذكر فيه عدد كبير من الأمور اللا أخلاقية والممارسات المنحرفة عند بعض الملاحدة، المشكلة بما يمتلكون من حماسة كبيرة في التعبير عن روحهم الأخلاقية ونقض الأخلاقية المغايرة لهم بما يوحي أنهم يؤمنون بقيم أخلاقية كونية مطلقة ورغم هذا فهم عاجزون عن إيجاد مبرر عقلاني أو علمي لوجود تلك القيم الأخلاقية، الشباب ما زالوا في دهشتهم يشرحون غير مصدقين وكائنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة، قلت يبدو أن خطة الملحدين تغيرت عن السابق في التطبيق، كانت الفكرة، سابقا تهدم الدين لتنال من العفة وإسقاط المجتمع، اليوم تغير الأسلوب صارت الفكرة إسقاط العفة وتهوين قضيه الشرف ليسقط الدين. 
ورأيت أن أقرأ لهم آخر أخبار دوجنز باعتبارها قنبلة الموسم يقرر ريتشارد دوجنز أن التربية الدينية للأطفال يعد نوعا من أنواع الانتهاك لحقوقهم، 
مجرد إخبارهم بأن الله خلق العالم هو استغلال لبراءة الطفولة بطريقه بشعة، يصفها بالبشاعة... التربية أصبحت بشعه. 
ويريد بالمقابل أن نتركهم بلا تلقين ديني، بلا معرفة دينية بلا تنوير أخلاقي، هذه إحدى أهم وصاياها العشر التي يوصى بها في كتابه (وهم الإله)  وهو أحد المساعي المثابرة ليترك فسحة للتنامي السلبي، أي ثقافة تلك التي تدعو إلى الفساد والإباحية، دوكنز يقدم نماذج بشرية تعرضوا لاعتداءات جنسية، يقول مع هذه الأضرار الناتجة عن الاعتداء الجنسي إلا أن ما نعلمه من دين ووجود يوم القيامة والحساب والجنة والنار والآخرة، الاغتصاب عندهم أرحم من مصير الآخرة، بحثوا في حقوق الحيوان وأهملوا حقوق الإنسان في قضية الاغتصاب، كانت النية بدفع الشعب لإقامة مظاهرات احتجاجية على الحكومات لاتخاذ إجراءات شديدة كالسجن أو فرض عقوبات لكل من يربي أولاده على الإيمان بالله، اعتبروا تعليم الأطفال الإيمان بالله انتهاك حق الطفولة. 
وكانت هناك تيارات وأحزاب ملحدة في بعض الدول الإلحادية تدعو إلى ضرورة غلق الجوامع. 
أدركت من خلال هذه الجلسة أن شبابنا حتى الذين خدعوا في هذه الشعارات البراقة لا يعرفون شيئا عن هذا الإسفاف الأخلاقي والسقوط التربوي، أغلب الأمور التي يدرسونها هي شعارات وأقوال تلقينية، مثلا إذا لم تصل إلى معرفة الشركة التي صنعت الكاس فهل يعني أن الكاس غير مصنوع؟ 
 قالوا الكثير من الأشياء التي نقرأها لا نفهمها قلت عليكم أن تعرفوا أنها أشياء غير معقولة، مثلا عندما تتحدث عن فطرة الإيمان بالله سبحانه أو التدين أو الحس الأخلاقي يسألون عن الفائدة المعيشية، التي تحقق بسبب وجود هذه الأمور في النفس وحقيقة الأمر هذه الأمور مؤثرة في بقاء الحياة، والمشكلة في عزلة الشباب عن متابعة ثقافة الدين. 
وقبل أن يقوم الشباب من مقاعدهم قلت تورطكم البحوث الإلحادية بأنها تقودكم من سقوط إلى سقوط، إلى ما هو أغرب وأكثر غرابة وأكثر تناقض. 
إيها الأعزاء دعونا نعيش الحياة على طبيعتها وصدقوني  
لغة الصحافة التي ترفضونها أرحم بكثير من الهرطقة التي تقرأون...

الموضوع السابق الصلاح والإصلاح للصائم في شهر رمضان -٦-

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat