إسرائيل تعلن توسيع العملية البرية في قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إطلاق عملية برية جديدة في مدينة غزة بشمال القطاع، مؤكدا أنها تهدف الى توسيع نطاق المنطقة الأمنية التي يعمل على إقامتها داخل الأراضي الفلسطينية.
الى ذلك، أعلن الدفاع المدني في القطاع المحاصر مقتل 30 شخصا على الأقل “منذ فجر” الجمعة.
وعاودت الدولة المحتلة منذ استئنافها القتال في القطاع الشهر الماضي بعد هدنة استمرت أسابيع، شنّ ضربات واسعة وتنفيذ عمليات برية في مختلف أنحاء القطاع. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن العمليات هدفها الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ اندلاع الحرب عام 2023.
وتزامنا مع توسيع عملياته في القطاع الفلسطيني، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأعلن جيش المحتل بدء عملية برية في الشجاعية بشرق مدينة غزة.
وقال إنه “يوسع العملية البرية في شمال قطاع غزة”، وبدأ “العمل في الساعات الماضية في منطقة الشجاعية… بهدف تعميق السيطرة في المنطقة وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية”.
وأفاد الجيش المحتل بأنه “في إطار العملية، قضت القوات على عدد من الإرهابيين ودمرت بنى تحتية إرهابية ومن ضمنها مجمع قيادة وسيطرة استخدمه عناصر حماس لتخطيط وتوجيه أنشطة إرهابية”.
وقالت إيلينا حلس التي تقطن حي الشجاعية إنها محاصرة مع عائلتها في منزل شقيقتها، مشيرة الى أن “جيش الاحتلال قريب جدا”.
أضافت “القذائف والصواريخ تسقط على منازل وخيام الأبرياء كالحمم البركانية… الوضع خطير جدا والموت يداهمنا من كل اتجاه”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الأربعاء إن الجيش يوسع عملياته في غزة للسيطرة على “مناطق واسعة”، بعد استئناف هجومه على القطاع المدمّر في آذار/مارس الماضي.
وأضاف في بيان أن العملية “تتوسع لتدمير المنطقة وإخلائها من الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية، والسيطرة على مناطق واسعة سيتم دمجها في المناطق الأمنية الإسرائيلية”.
كما أعلن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الجيش يقوم بـ”تجزئة” قطاع غزة و”السيطرة” على مساحات فيه، للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم.
وفي 18 آذار/مارس، استأنفت إسرائيل القصف المكثّف على غزة بعد خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا في القطاع.
وأفاد الدفاع المدني عن سقوط “30 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر اليوم”، مشيرا الى أن هذه “ليست حصيلة نهائية”. من جهته، قال مصدر طبي في مستشفى ناصر في خان يونس عن سقوط 25 قتيلا جراء ضربة إسرائيلية في المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
وكان الدفاع المدني أفاد الخميس عن عن مقتل 31 شخصا على الأقلّ وإصابة أكثر من 100 آخرين في غارة استهدفت مدرسة دار الأرقم التي كانت تؤوي نازحين في حي التفاح شمالي شرق غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس شنّ غارة على “مركز قيادة وتحكم تابع لحماس” في نطاق مدينة غزة.
ولم يتّضح ما إذا كان الجيش يتحدث عن الغارة نفسها التي استهدفت المدرسة.
ودانت حماس الضربة، متّهمة الحكومة الإسرائيلية بمواصلة “استهداف المدنيين الأبرياء في سياق عمليات الإبادة الجماعية” في القطاع.
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1163 شخصا في الهجمات الإسرائيلية.
وأعلنت الوزارة الخميس ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب إلى 50523 شخصا.
– ضربة في جنوب لبنان –
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1218 شخصا، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصا، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصا توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش.
وامتدت تبعات الحرب الى أنحاء أخرى في الشرق الأوسط، منها لبنان حيث أعلن حزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتح جبهة “إسناد” دعما للقطاع الفلسطيني وحليفته حماس.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار في لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات في لبنان.
والجمعة، نعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قياديا وعنصرا هو نجله، في ضربة إسرائيلية في صيدا.
ونعت الكتائب في بيان “القائد القسامي” حسن أحمد فرحات ونجله حمزة حسن فرحات، مشيرة الى أنهما قضيا الى جانب جنان ابنة حسن، في الضربة.
ورأى مصدر شقة في الطابق الرابع من أحد المباني مدمّرة بينما اندلعت فيها النيران. كما رأى الأضرار التي لحقت بأبنية مجاورة وعدد من المحال التجارية والسيارات القريبة.
وأثارت الضربة حالة ذعر في صيدا البعيدة عن الحدود مع إسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان بأنه “قضى على الإرهابي المدعو حسن فرحات قائد القطاع الغربي التابع لحماس في لبنان”، متهما إياه بالضلوع في “مخططات إرهابية عديدة” ضد الدولة العبرية، والوقوف وراء عملية إطلاق قذائف صاروخية أسفرت عن مقتل مجنّدة في الجيش الإسرائيلي وإصابة عدد آخر بجروح في 14 شباط/فبراير 2024.
وأتت تلك العملية في خضم تبادل للقصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل. ولم تعلن أي جهة في حينه مسؤوليتها عنها.
وفي 17 شباط/فبراير، قُتل مسؤول وحدة عسكرية في حركة حماس في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في صيدا حيث يقع عين الحلوة، وهو أكبر مخيّم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بما وصفه بأنه “اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية” و”خرق واضح” لاتفاق وقف إطلاق النار.
ودعا إلى “وجوب ممارسة أقصى أنواع الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة التي تطال مختلف المناطق ولا سيما السكنية”.
تأتي الغارة الأخيرة بعد أيام على مقتل أربعة أشخاص، من بينهم القيادي في حزب الله حسن بدير ونجله، في غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
وإضافة الى الضربات في لبنان، شنّت إسرائيل غارات جديدة على سوريا ليل الخميس بعد ساعات قليلة من تنفيذها سلسلة ضربات وعمليات توغل دامية ندّدت بها الأمم المتّحدة واعتبرتها دمشق محاولة لزعزعة استقرارها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat