الدرس الحوزوي بين الأفقية وعمق الأكاديمية ..
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف

في برنامج تبثه قناة العراقية الرسمية ظهر المقدم (حسن مجيد) في حلقة مع الدكتور عبد الجبار الرفاعي، وتحدث هذا المقدم الذي يبدو أنه يتحذلق بما لا يفهم، عن الفرق بين الدرس الحوزوي والدرس الأكاديمي بأن الدراسة الحوزوية تكون أفقية، والأكاديمية تغوص عموديًا في نقطة واحدة.
بداية لا يمكن الركون لمقارنة بين أمرين، لم يحط صاحب المقارنة بهما بالطريقة الكافية.
والحديث عن الأفقية والعمق لا رابط بينهما، مهما حاول مقدم قناة الحكومة الرسمية أن يرقع تحذلقه الأقرب للطفولية منه للوعي.
فما المقصود بالأفقية؟ أهي الدراسة السطحية التي لا تنتج معرفة كافية؟!
أي عاقل يثق بهذا الفهم، والدرس الحوزوي معروف بعمقه، وما خرجه من عباقرة الفكر والإنسانية والعلم كالسيد الخوئي والسيد محمد باقر الصدر والسيد السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم، ومن قبلهم الشيخ البلاغي، وآل كاشف الغطاء وآل ياسين، والشيخ النائيني، والسيد اليزدي وتتصل السلسلة بالشيخين الأنصاري وصاحب الجواهر، وتستمر باتساق دقيق غير متفصل حتى أصحاب الأئمة - عليهم السلام - . والأمثلة في كل عصر لا حد لها.
أم يراد بالأفقية تعدد المناهج، والدروس من لغة، ومنطق، وأدب، ثم أصول وفقه، ورجال ...
فإن كانت هذه أفقية، فهي في الأكاديمية لم تغب، ففي كل تخصص أكاديمي يدرس الطالب مواد ثانوية، وأساسية، وعلومًا يتصل بعضها ببعض لكي يصل لمراده من التخصص.
فلماذا هذه عميقة، وتلك أفقية؟
أو أن المقدم أراد التركيز على نقطة واحدة في البحث؟
أتدري يا أخي المقدم أن التركيز على نقطة واحدة في البحث يتجلى في دروس الحوزة الشريفة عند بحث حكم شرعي لأيام وأيام قد تصل أشهرا، ويكتب بذلك عشرات الصحف؟
فأين الأفقية والعمق؟
وهل ضاق الأفق بالإعلام الرسمي حتى يقدم لنا خطابًا عميقًا في الجهل لهذه الدرجة؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat