الملك طلال يكشف التاريخ الاسود للاردن
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

هذا البلد الذي استُئصِلَ من بلاد الشام لغايات بريطانية سيئة خدمة للكيان الصهيوني في سلب الاراضي الفلسطينية وقيام الدولة الصهيونية وقد قام من تملك الاردن بافضل ما طلب منه من قبل الانكليز لابادة شعب فلسطين واغتصاب ارض فلسطين .
والحقيقة التي تاتي على لسان من هو في مركز العائلة المالكة للاردن ، انه الملك طلال بن عبد الله ، الذي كتب مذكراته عن ما يجري خلف الكواليس في قصر الملوكية .
ملك عبد الله الاول كان له الدور الاساسي في تجريد الفلسطينيين من اسلحتهم بامر جلوب البريطاني قائد الجيش الاردني وعلى ضوء سحب اسلحة الفلسطينيين قام الكيان الصهيوني باكثر من مئة مجزرة بحق الفلسطينيين بحيث كانوا يقودونهم على شكل طوابير ويتم اعدامهم وتعتبر مجزرة دير ياسين ابشعها ، هذا اضافة الى الخضوع التام للاوامر البريطانية ، وفي نفس الوقت هذا الملك يامر بترسيخ اللغة والثقافة التركية في القصر الملكي وكان هذا محل اعتراض الملك طلال ،
السفير البريطاني هو من اختار زوجة طلال وهي زين الشرف ـ ونعم الشرف ـ التي كان لها الدور ومعها ابنها حسين في التامر على الملك طلال واتهامه بانه مريض نفسيا ، يساعدها ابنها حسين في عق والده طلال تلبية للاوامر البريطانية .
في مذكرات الملك طلال التي كانت تنشر على شكل حلقات في مجلة روز اليوسف ولاقت صدى واسعا ومطالبة القراء بان تكون كتاب ، يقول ممدوح رضا مؤلف كتاب مذكرات الملك طلال بان هذا الكتاب لاقى اقبالا واسعا وخصوصا في الاردن وتباع بعشر اضعاف سعرها، مما جعل حسين يقوم بجمعه وشرائه من الاسواق واتلافها وحبس كل من يتداول هذا الكتاب . هذا الكتاب تحتفظ به مكتبة الكونغرس باعتباره وثيقة مهمة ، ويقول ممدوح رضا فقد فاجئني الصديق الدكتور علي الدين هلال استاذ بجامعة مونتريال في كندا بان هذه المذكرات تحتفظ بها المكتبة العربية في الجامعة
يقول ممدوح رضا انه التقى بالمقدم صبحي طوقان سكرتير الملك طلال وطلبت منه الاذن بنشر مذكرات الملك طلال الموجودة عن المقدم التي لم تنشر، فقال لي لابد من اخذ الاذن من الملك ، ولاني لا استطيع زيارته في استنبول لان زوجته زين تمنعني من زيارته لكن هنالك شخص يستطيع ان يحصل لي على راي الملك بخصوص النشر ، وبالفعل تم ذلك بل اكد ملك طلال على نشر المذكرات وبتوقيعه عليها .
المذكرات على ثلاث مراحل، مرحلة علاقته بابيه المتشنجة ، ومرحلة حكمه لمدة سنة وما راى وجرى في القصر ، ومرحلة التامر عليه واتهامه بالجنون وحجزه في المستشفيات بين مصر واستنبول بامر زوجته زين وابنه حسين . ولكل مرحلة احداث تهز الضمير الحي الحر .
زوجة الملك طلال تم اختيارها من قبل السفير البريطاني وبمباركة عبد الله ورغما عن انف طلال الذي هددوه بشتى انواع التهديد حتى انه تنازل عن العرش وعن العيش معهم مقابل ان يتركوه ، لكن لم يتركوه
.
سنة 1951 اغتيل عبد الله الاول في القدس والحظ السيء ان حفيده حسين كان برفقته وهو يرتدي الاوسمة الفضفاضة فشاءت الصدفة ان تستقر طلقة باحد هذه الاوسمة ولم تصل الى قلبه .
بدا الانكليز بتهيئة الاجواء الانكليزية لطلال باعتباره النجل الاكبر لاستلام العرش ، وبالفعل استلم العرش وعن السنة التي قضاها في القصر وجد خسة التصرف الانكليزي مع خسة العملاء في القصر وعلى راسهم زوجته زين وابنه حسين ، وعندما يتخذ اجراء معين ضد هذه العمالة تهرب الملكة لتختبئ اما في لبنان او في السفارة البريطانية ، يقول الملك طلال رن الهاتف فرفعته فاذا بالسفير البريطاني يتحدث معي ويلقي اوامره فنهرته واغلقت الهاتف بوجهه وقلت لمدير التشريفات ليلتزم بالضوابط واذا لديه ما يقوله فليقله لرئيس الوزراء او لوزير الخارجية ، وهذا الاجراء من قبلي اثار حفيظة بريطانيا .
تفاجات ببعض القرارات الصادرة عن القصر مثلا احتكار استيراد الاقمشة ومن بريطانيا لتاجر واحد ومصادرة بيوت وقصور للعائلة المالكة واطلاق سراح سجناء وبعد البحث تبين ان زوجته زين ومعه حسين يقومان بهذا العمل ، وقد استدعاهما الملك طلال ووبخهما وهددهما باجراءات اشد ، ولكنهما لجا للسفارة البريطانية ، وعندما بدا الملك بتصفية العملاء والجواسيس في قصر الملك وفي الجيش باحالتهم على التقاعد ثارت بريطانيا عليه فقال لهم انه شان داخلي ما علاقتكم بذلك ؟
اثناء زيارة الملك طلال إلى باريس في 16 يونيو 1952، نشرته مجلة تايم مقالاً بعنوان "الملك غير السعيد"، وفي تلك الزيارة التقى الملك بوزير باكستاني، أهداه ثلاث هدايا وصفها على النحو التالي: "هذا دبوس من الماس يعود لجدي الشريف حسين الذي خدم بريطانيا ومات وحيدا، وهذه نسخة مذهبة من القرآن تعود إلى والدي الذي خدم بريطانيا وقُتل في مسجد، وهذا خنجري المرصع بالجواهر، وأنا أخدم بريطانيا ولا أعرف كيف ستكون نهايتي!".
بعدما تامرت زين وحسين عليه وايداعه مستشفى بهمان في مصر زارته في المستشفى وسالها عن اولاده فقالت انهم بحماي فقال طلال ان وجودهم في حماك هو ما يشغلني عليهم وما يجعلني اتوقع اسوء المصير لهم .
وقال بالنص : مسكينة هذه الدولة يرحمها الله ـ مسكينة الاردن والله لا يرحمها بافعالها هذه .
وللحديث بقية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat