صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

فاعلية التمهيد في كتاب "لعلهم يتفكرون" //   (تأملات كونية في فضاءات مطلقة للأستاذ شاكر اليوسف) 
علي حسين الخباز

 يهدف التمهيد لتسليط الضوء على بنية الموضوع لرؤية أكثر تفصيلا، فهو ملخص لعموم المنجز العام، يشير إلى المرحلة التأسيسية لجذر البحث، ملخص الموضوع تحديد الفرضيات والأدلة والرؤى. 
تبنى الأستاذ شاكر اليوسف في تمهيد البحث مفهوم الرؤية ليدخل إلى رصد ظاهرة التوازن البيئي باعتباره حركة تتناغم بين حركة الطبيعة وحياة الإنسان وسائر المخلوقات (التوازن البيئي)، بحثنا في الكثير من الأوراق العلمية والبحوث والدراسات، عدنا لتفضيل تعريف الأستاذ شاكر اليوسف لتميزه بتعريف التوازن بخيط بالغ الدقة، والأهم من هذا التعريف أنه ربط بين خيط التوازن بآلية الإعجاز الإلهي، نظريات كثيرة تدور بين التعريف والمقاربة، تستند على التدبير وصياغة تلك الرؤى كل حسب مفهومه الخاص للنظر إلى عالم ما وراء الطبيعة، عملية الإعجاز تكون أكثر دقة بالأدوار النمطية لفرادتها لا يغيرها تداخل العوامل، والعوالم تمتد من الكائنات التي لا ترى بالعين المجردة، عوالم البكتيريا المجهرية وصولا للإنسان وخروجا إلى كرتنا الأرضية وموقفها من المجموعة الشمسية، ثم موضع المجموعة من المجرة في هذا الكون الفسيح والعوالم المتعددة الإمكانات الجمالية التي لها طابع إعجازي لا تخضع إلى الرؤى الذاتية التي لا تعبر إلا عن مكونات الذات، القضية أكبر...  
هناك خطر يهدد الكون، لولا وجود هذا التوازن البيئي لأهمية الحفاظ على استمرارية حياة الكائنات عن طريق تفاعلها الدائم مع البيئة عبر دورة متوازنة، النباتات تستخدم الطاقة المستمدة من الشمس ثم تتحول النباتات إلى غذاء لمخلوقات أخرى وعند موت النباتات والحيوانات تستهلكها الكائنات الحية الدقيقة (التوازن البيئي) يحافظ على الوجود ليستمر الإنسان والحيوان والنبات والكائنات الدقيقة بأنواعها على قيد الحياة طالما هناك توازن بيئي، وتحصل جميع الكائنات على التكاثر الجيد عند توفر الغذاء المناسب لكل نوع والحفاظ على البيئة الخضراء، بين لنا أستاذ شاكر اليوسف دلالة هذا الانسجام والتوافق البيئي الذي يسمى الأمان البيئي على سطح الأرض واعتبر تجاهل الماديون لمصدر هذا الأمان يشكل كارثة وعي حقيقية، يتمركز خطاب الإلحاد لمحاولة خلق سمة يعتقدها جوهرية لبناء العلاقة القائمة بين الأدلة العقلية ومساعي الترويج وإهمال المنطق السليم عبر رؤى مختلفة الأبعاد بعضها على شكل فرضيات ونظريات تنسب التوازن إلى الحظ والصدفة، ومجموعة من مرتكزات التشظي التي تقود الإنسان إلى استلاب الفكر وتدمير البنية الإيمانية (الأمان البيئي) هو نتاج تدبير ومشيئة إرادة عليا واعية وعقل أسمى يمسك بدقة هذا الكون الفسيح بعوالمه ويقود سفينة الحياة نحو بر الأمان، ويشخص الأستاذ شاكر اليوسف قضية حفظ خط التوازن ببالغ الدقة والرعاية وامتلاك النظرة الكونية للوجود على أسس علمية تنسجم مع الفطرة الإنسانية تمنحه القوة المعنوية وترسخه كفكر ديني، يرتب على العقل مسؤولية الشكر للخالق. 
يمتلك مثل هذا الموضوع تشعبات كثيرة ونحن لا نريد الابتعاد عن جوهر المدون التمهيدي لهذه التأملات الكونية لكننا نريد أن نوضح بعض المزاعم التي استشرت في المدونات المستوردة والهجينة، يربطون مستويات الذكاء الإنساني بالإلحاد وارتباط التدين بسطحية الرؤية أو عدم الذكاء، وهذا ناتج عن رؤية الفكر الإلحادي إلى الدين باعتباره مرحلة بدائية في الإدراك البشري، نظر بعضهم إلى أن الارتباط بين الذكاء والدين القدرة على الارتقاء فوق التحيزات المعرفية باعتبار قيم التجاوز ذكاء. 
 ننظر إلى دعامة الترويج الإعلامي وخاصة في الأوساط المسلمة وجميعها تؤدي إلى الآراء المتطرفة التي تؤثر في الفكر والجحود اتجاه القوة غير المرئية الماورائية القضية ليست في تفسير النظريات الميتافيزيقية الماورائية وإحالة أسباب حدوث الأشياء إلى قوى خفية غير واضحة، ينظرون إلى قصور من يفسر التعايش مع الإيمان باعتباره هو الحقيقة المتفردة بوجود القدرة الإلهية 
 أولا... هم يعتبرون الإيمان عجزا في التحاور 
 ثانيا... يتركون المظاهر العلمية المهمة ويذهبون إلى الذاكرة الجمعية في تفسير بعض الظواهر بمعتقد فطري إنساني على أنها غضب إلهي أو بسبب ضعف الوازع الديني. 
الأستاذ شاكر اليوسف ينظر إلى الموضوع من جهة أكثر وثوقا ودلالة من دلالات اليقين، ينظر إلى الإلحاد بأنه عملية انهزامية يتجنبون بها الدخول إلى جوانب تفضي بهم إلى التسليم بوجود هذه القوة الخفية، فهم يتمردون على منهج التفكير العلمي وعلى مذهب الفطرة السليمة، ويذهب إلى عدة رؤى مهمة في هذا البحث العلمي الجاد.  
  
أولا) محاورة الإيمان والفطرة لغرض إبقاء جميع الاحتمالات الناهضة مطروحة على طاولة البحث والنقاش والمراجعة 
 ثانيا) عدم المحاورة والتأمل في المغزى الإيماني، هو التنصل عن كل التزام عبادي
ثالثا) التنصل عن الالتزام العبادي يؤدي إلى خشونة المشاعر والأحاسيس والابتعاد عن مظاهر الرحمة

ومشارب النعمة وينبوع الحكمة ليصل التنصل إلى فكرة واضحة ترى عبودية الذات نهجا للتحرر من عبودية الدين. 
 رابعا) ترويج فكرة النزوع إلى الإلحاد يغيب الإنصاف ويقود الإنسان إلى الجحود وهو نقص في المنظومة الفكرية 
 خامسا) الهروب من الحرية الفكرية إلى ديكتاتورية الرؤية التي لا تسمح بأي فكر آخر، قبول نظرية التطور العضوي والتمرد على أي فكرة مناهضة لها 
 سادسا) الولوج إلى عمق اللاعقلانية والتهور الفكري عبر فكرة الانعتاق القسري من فكرة الإطار الديني كتفسير منطقي  
سابعا) أسلوب المغالطة الفكرية، أي أنهم اعتمدوا في مخرجاتهم العلمية على نظريات ومعادلات وضعها علماء كبار في الفيزياء والفلك والرياضيات وسائر العلوم التي طورت الحياة، لكنهم أبعدوا النظرة الكونية لهؤلاء العلماء، الفكر الذي أفصحوا عنه حول وجود الخالق المبدع الحكيم. 
 
(شهادة الفيلسوف البريطاني إسحاق نيوتن) 
فهو يعلن إيمانه بأن الحقيقة العلمية إحدى طرق الإيمان بالله عز وجل، يجب علينا أن نقر بإله واحد ليس له حدود، دائم الوجود عالم بكل شيء قادر على كل شيء، خالق كل شيء نطيع أوامره ونخصص جزءا من وقتنا لعبادته، ويرى أن بناء الكون المدهش والانسجام الذي فيه يمكن أن يفسر فقط بأن الكون خلق بخطة كائن كلي العلم والقدرة، وهذه كلمته الأولى والأخيرة. 
  
(شهادة أندريه ماري أمبير) 
البرهان الأكثر إقناعا على وجود الله كما يرى أندريه ماري أمبير هو تناغم الوسائل التي يتم بمساعدتها الحفاظ على النظام في هذا الكون وبفضل هذا النظام تجد الكائنات الحية كل ما هو ضروري لنمو زيادة إمكانياته البدنية والروحية. 
  
(شهادة العالم الكبير اللورد كالفون) 
الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى عين العقل وليس خرافة كما يعتقد الملاحدة، لهذا يؤكد العالم الكبير اللورد بأن إدراك هذه الحقائق يحتاج إلى فكر حر وروح شفافة فيقول (لا تتوجسوا من أن تكونوا أناسا ذوي أفكار متحررة فأن فكرتم بعمق ستكسبون عبر العلم الإيمان بالله). 
 
(شهادة العالم جيمس جول) 
معرفة قوانين الطبيعة هي معرفة الله. 
  
(شهادة العالم جوزيف تومسون) 
يقول لا تخشوا إن تكونوا مفكرين مستقلين إن فكرتم بقوة كبيرة العلم سيقودكم الى الإيمان بالله، الإيمان أساس الدين والعلم ليس عدوا للدين بل هو مساعد له، تضيف الدراسات الفكرية والفلسفية وإباء المفكرين إلى دعم مرتكز العقل والقوه الروحية كونها صادرة عن علماء يشهد لهم العلم وقادهم هذا الطريق إلى الملكوت والعلم المطلق لذاته. 
تعتبر الحرية من أصل وجود الإنسان وكيانه، والحرية تعني التوق إلى الكرامة والتحرر من القيود، مشكلتنا كيف نفهم الحرية والإسلام ثورة تحررية شاملة، هذه من نتائج البحث السليم والذي يخشاه الملحدون  
  
(شهادة ماكس بلانك.. مؤسس نظرية الكم) 
إني وكيفما رحنا ننظر بعيدا فأننا لن نجد تعارضا بين الدين والعلوم الطبيعية، الدين والعلوم الطبيعية لا يلغي أحدهما الآخر بل يكملان بعضهما 
 
(شهاده البرت أينشتاين) 
الكثير من الفلاسفة والعلماء استعملوا قناعاتهم وصاغوها على شكل مرتكزات تعبيرية تعلن الانتماء للإيمان، البرت أينشتاين واضع النظرية النسبية، والحائز على جائزة نوبل يقول (يكمن ديني في الشعور بالأعجاب المتواضع إمام العقلانية التي لا حدود لها والتي تعبر عن نفسها في التفاصيل الدقيقة، لابد أن نستوعب الحقيقة بشكل جزئي، هذه الثقة المشاعرية بأعلى تكوين منطقي لبنيه الكون هي تصوري عن الاله). 
 
شهاده ماكس بورن 
حقيقه التركيز على البنية الإيمانية القوية التي تنبثق من الإشعاع الروحي وماكس بورن ينظر لحقيقة عجز العلم عن إدراك الألوهية والعلم لا يملك الحق في الحكم على هذه المسالة. 
  
تناول البحث الأبعاد الفكرية للوصول إلى القيم الإيمانية العقلية ودور الفكر في رسوخ الإيمان شهادات تكون السمة المهمة في المنجز ولأهمية مضامينها حرصنا على تدوينها سعيا لتكوين الرؤية الفكرية للمتلقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/28



كتابة تعليق لموضوع : فاعلية التمهيد في كتاب "لعلهم يتفكرون" //   (تأملات كونية في فضاءات مطلقة للأستاذ شاكر اليوسف) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net