قسم الكف في حضرة واهب الكفين
افياء الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
افياء الحسيني

سبل تناول الهوية في أي منجز يرسخ البعد الجمالي والفكري وانفتاح العتبة العباسية المقدسة على فاعلية الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية له قدرة تأسيس تربوي يدعم الروح الوطنية والدينية ويتخطى الرؤية المعهودة لحفلات التخرج في الجامعات ليصل إلى دلالة متجددة ترتبط بطموحات الفكر المؤمن، الوثاب لتصحيح تلك الرؤى البسيطة في تناول مراسيم العهد، كمواثيق عهد لبناء الإنسان المثقف وهو ينطلق إلى ميادين العمل صورة تحمل في ثناياها قوة المسؤولية وعمق الفكر الإنساني لآلاف الطلاب الجامعيين وهم يرددون قسم التخرج وعهد الولاء للوطن وخدمة أهله عند مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام، ينفتحون على المستقبل برؤى الإيمان الواثقة ليكون العهد منطلقا لترسيخ معاني الهوية الوطنية والتربوية بدلالات لها أبعادها الفكرية، تشكل هوية المجتمع الشبابي بقدرات الثراء المعنوي، ارتباط الظاهرة بالرموز الدينية تنسجم والطموح الإنساني لتدارك الترسبات الاجتماعية التي أخذت مناحي سلبية في الحياة الاجتماعية وبناء علاقة تطويع لدعم مقومات الهوية، لهذا كانت كلمة سماحة السيد أحمد الصافي تركز على معنى القسم وتشد الانتباه إلى معنى مهم من معاني العهد وشرف الحضور واستنهاض قيم الانتماء ليعزز أهمية الأكف وهي تعلو عند القسم، بهذا وضعنا أمام جوهر مضمون الكف وهي تردد القسم بسياق مضموني له أثره الروحي عند معنى الهوية الخاصة والعامة وبما تمتلك من قوة تعبير ومتعة الإحساس بأبعاد التظاهر الفاعلة، ينطلق سماحة السيد أولا من معنى القسم عند الجذر المكون للحضارة الإسلامية وفي نهج أئمة أهل البيت عليهم السلام من يقظة وعي وتجسيد هذا المضمون إلى مديات المستقبل، هذه الكف التي أقسمت حافظوا على نصاعتها، شهادة على ما تتمتع به هذه الأكف من نصاعة ونظافة وتطالب جمهور الخريجين بالمحافظة على نصاعتها، لنتأمل في معنى الكف التي ترفع في حضرة واهب الكفين من أجل المبدأ والدين والإنسان فكانوا عبارة عن كف العراق التي تمتد لبناء المستقبل العراقي وهذه النصاعة التي يراها سماحة السيد أحمد الصافي يجدها قادرة على أن لا تمد يدها إلى مال الحرام ولا تمد يدها إلى أعراض الناس وكراماتهم وإنسانيتهم ولا تمد يدها إلى ما لا يرضى الضمير ولا يرضي الله سبحانه تبارك وتعالى، طموح يستمد غناه من هوية المكان، تستقطب حكمة في لحظة القسم وتوكيد طلب يؤكد المعنوي، حافظ على نصاعة الكف، حافظ على بياضها التي أقسمت قسما أن تبر بهذا القسم مع التأكيد على المقدرة وفتح مدركات الأمل على أن الأمر سهل أن شاء الله سبحانه وتعالى.
ثلاث مرتكزات مهمة يوجهنا الخطاب إليها الأول أن الله سبحانه وتعالى جعل طرق الحلال أكثر من طرق الحرام والثاني الجدارة بما يتناسب هذا الحضور من القيم الطيبة وقيم الحلال وقيم المبادئ، والثالث خدمة هذا البلد الذي دائما عينه ترنو على أبنائه وأنتم الأبناء لهذا البلد.
خطاب يعزز الشعور بالفخر والانتماء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat