صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

الذكرى السنوية 110 على رحيل العلامة المجاهد السيد مهدي الحيدري الكاظمي "قدس سره"
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 شقشقة الكرامة!! 
إنَّ الصفحات والكلمات عاجزة عن أنْ تصف مواقف بعض الرجال؛ لأنهم أمة في رجل، وهل يمكن لمجلدات أنْ توثق حياة الأمة!!
لقد كان هذا العالم المجاهد الذي أفنى عمره البالغ ظاهرًا حسب الأرقام (86) عامًا، أما عمره الحقيقي فهو أكثر وأعظم من ذلك، حيث ولادته عام (1250هـ) تقريبًا، ووفاته (1336هـ). 
رضوان الله تعالى عليه بما قدَّم وأخَّر .. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهؤلاء وأمثالهم الذين يجب أنْ نعمل لهم نصبًا شاخصًا في البلاد، وتسمية الشوارع باسمهم والساحات، فمواقفهم يجب أنْ تتضمنها المناهج الدراسية، والبحوث الجامعية، بل والكليات العسكرية، والمؤسسات الحكومية؛ ليتعلموا دروس الحكماء، ومواقف العلماء؛ فيعرفوا صفحة واحدة من صفحات تضحيات الأعلام في سبيل خدمة المجتمع والأوطان قربة لله تعالى، ونشر تعاليم الفضيلة، وسهر الليالي لراحة الآخرين، والتضحية بالجاه والنفس واللذات من أجل حياة الأمة بعزة وكرامة ..
رحلوا بأبدانهم ولكن لا زالت مواقفهم تقرُّ عيون المؤمنين، وشوكة في عيون الكافرين، وغصَّة في قلوب المنافقين .. ويجب على الأمة التي تبحث عن عزِّها ومجدها أنْ تحيي ذكرى أعلامها؛ لأنهم قدوة صالحة لصلاح المجتمع..
وعلينا أنْ ندرس مواقفهم لا أنْ نقرأها .. وأنْ نحيي آثارهم لا أنْ نذكرها .. وأنْ نعمل بوصاياهم لا أنْ نحفظها، وأظن أنَّ ذلك حجة علينا ..
وأظن بل أنا على يقين أنَّ هذا العبد الصالح المجاهد ينطبق عليه قول الإمام علي "عليه السلام" عندما أغار جيش معاوية بن أبي سفيان على الأنبار في العراق: ((فلو أنَّ امرءًا مسلمًا مات من بعد هذا أسفًا ما كان به ملومًا، بل كان به عندي جديرًا))، فلقد عاش السيد "الحيدري" مكسوف البال، مهموم الحال؛ لمَّا رأى جيش الإنكليز يدخل العراق محتلًّا له، حيث تسلُّط الكفار على بلاد المسلمين، على عراق المقدسات، برغم ذلك الجهاد وشدة القتال في دحره. 
رحمه الله رحمة ترفع منزلته بين أقرانه في الجنان .. ووفَّق الله الأمة وهداها لمعرفة مواطن كرامتها .. وجزى الله العاملين على إحياء مآثرها ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/27



كتابة تعليق لموضوع : الذكرى السنوية 110 على رحيل العلامة المجاهد السيد مهدي الحيدري الكاظمي "قدس سره"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net