صفحة الكاتب : رياض سعد

تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب(1)
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

احرار العراق يعرفون ماذا فعل الانكليز ؛ عندما احتلوا بلاد الرافدين , فقد اقتطعوا اجزاء كبيرة منها واضافوها الى دول الجوار , ولم يكتفوا بذلك بل انهم سلموا الحكم للغرباء والدخلاء من بقايا العثمنة والاصول الاجنبية والجذور غير العراقية الاصيلة ؛ وسلطوا شذاذ الافاق على ابناء الاغلبية والامة العراقية طيلة 83 عام تقريبا ؛ اذ ساموا العراقيين سوء العذاب , وبعد التضحيات الجسام والمصائب العظام , وبعد ان سالت انهار من الدماء الزكية , وبعد ان امتلأت ارض العراق بالمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات وغرف واقبية التعذيب , وبعد ان شاع الجهل والخوف والمرض والتخلف , وضاقت الدنيا بما رحبت ؛ ضج العراقيون الاصلاء في الداخل والخارج يطالبون المجتمع الدولي بتخلصيهم من الطغمة الهجينة وانقاذهم من سطوة السفاح العميل صدام ؛ استجابت الولايات الامريكية المتحدة لاحبا بالعراقيين بل خوفا على مصالحها ؛ وهذه الاستجابة جاءت متماهية مع النهج الديمقراطي الامريكي ؛ اذ اضحت الشعوب لا تقبل بحكم الاقلية , ولعل سقوط بشار الاسد وحكم الطائفة العلوية وسيطرة الطائفة السنية على سوريا ؛ من الشواهد على هذه السياسة الجديدة في الشرق الاوسط , وها هي ايران خير شاهد على ما نقول ؛ فعلى الرغم من تعدد العوائل الحاكمة والانظمة السياسية المتغيرة ؛ والمتغيرات والتحولات السياسية المختلفة لا يخرج الحكم عن دائرة الاغلبية الشيعية الايرانية وكذلك الامر في اذربيجان ؛ الا في منطقة الشرق الاوسط اذ يصر الانكليز على معادلتهم الظالمة وقسمتهم الضيزى , بضرورة حكم الاقلية السنية في العراق والبحرين ؛ لغاية خبيثة في نفوسهم , ولم يغمض للإنكليز جفن منذ مشاركة الشيعة في العملية السياسية الجديدة وبمعية السنة والاكراد وبقية مكونات الامة العراقية , فقد وضعوا مختلف العراقيل امام الحكومات العراقية وتعمدوا الاساءة اليها بشتى الوسائل الاعلامية والطرق الخبيثة , وعارضوا الامريكان منذ الوهلة الاولى , وها هم اليوم يضغطون على الامريكان وبمساعدة الالمان والفرنسيين وغيرهم ؛ من اجل ارجاع عقارب الساعة الى الوراء والمجيء بالفئة الهجينة والاقلية السنية الى الحكم مرة اخرى , وبصورتها البعثية المقززة وصبغتها التكريتية البشعة .

لم ولن ينصف الانكليز الحاقدين شيعة العراق قط , وكيف ينصفون الشيعة وهم يعلمون علم اليقين , ان حكم الاقلية يعني حرمان الاغلبية من 70 % من الموازنة , وابقاء مدن ومحافظات الوسط والجنوب على حالها ؛ فطوال حكم الاقلية 83 عام والبصرة محرومة من ابسط الحقوق حتى ماء صالح للشرب لا يوجد فيها ؛ ولو حكمت الاقلية السنية كالدولة العثمانية العراق 500 عام لما تغيرت اوضاع الجنوب والوسط او تحسنت احوال الشيعة وتطورت حياة الاغلبية ؛ فعلى الرغم من كل التحديات والصعاب التي واجهت الحكومات العراقية المنتخبة ؛ استطاعت تحقيق الكثير من المكاسب والمنجزات , ولأول مرة في التاريخ يخلو العراق من الجوع , وترتفع معدلات الثراء والرواتب واعداد الذين يتقاضون منح ورواتب من الدولة والبالغ عددهم بحدود 10 مليون تقريبا وهي النسبة الاعلى في كل دول العالم ؛ والتي تستهلك 70 % من الميزانية التي كانت تصرف على الغرباء والاجانب ايام حكم الاقلية والطغمة الصدامية , وصار العراقي الاصيل يشيد الدور الحديثة ويسكن في الشقق الفاخرة ويشتري احدث السيارات ومن شتى المناشئ العالمية ويجوب دول العالم , وصرنا نشاهد الاطعمة اللذيذة والاشربة المختلفة في الشوارع وعلى قارعات الطرق , وتوزع على العراقيين مجانا , في المناسبات الدينية والاجتماعية , ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر لا توجد خدمة عسكرية الزامية او سجون للمعارضين السياسيين واصحاب الآراء المختلفة او تقييد لحريات المعتقد والرأي ... الخ .

والله وبالله وتالله لم ولن يقبل احرار الاغلبية والامة العراقية بذهاب الحكم من الاغلبية , والرجوع الى مربع الاقصاء والتهميش والظلم والجور والدكتاتورية , وتفضيل الغرباء على المواطنين الاصلاء , فان كنتم عزمتم على التغيير ؛ غيروا ولكن ضمن دائرة الاغلبية العراقية وبطريقة ايجابية سلمية لا تخرج عن دائرة التداول السلمي للسلطة والديمقراطية ؛ كما كنتم تفعلون طوال 83 عام من حكم الاقلية السنية اذ لم يخرج الحكم من دائرتها قط , ولو كنتم تتحلون بذرة من العدالة والانسانية لأعطيتم الاغلبية العراقية فرصة حكم العراق ولمدة 83 وبمشاركة بقية مكونات الامة العراقية ؛ مثلما حكمت الاقلية السنية العراق وطوال 83 عام وبصورة مركزية لا يشاركهم في الحكم احد من ابناء الاغلبية والامة العراقية .

وللحديث بقية ...

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/16



كتابة تعليق لموضوع : تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب(1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net