صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

أثافي الاستقامة
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  من الأمور التي تقلق المؤمن الذي يؤمن بيوم القيامة والحشر والنشر وما يجري فيها وما يؤول إليه أمره بعد هذه الدنيا، وهل يؤمر به إلى الجنّة أم إلى النار؟ 
       حيث في كتاب الله تعالى ما ينصّ على ذلك كما في قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49]. 
      وكذلك قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة: 7و 8]. 

     وغيرها من الآيات الشريفة التي تبيّن هذا المعنى كما في قوله تعالى: (..عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [سبإ: 3].

     فيطلب ما يكون عوناً له يستعين به على عبور طريق الدنيا وما فيها بخير وعافية من دينه؛ لينجو بنفسه من الهلكة التي تنتظره لو لم يتخلّص من سيئة مقيم عليها، أو خلق سيئ ملازم له، أو صفة لا يحسن به الاتصاف بها، وهكذا يزداد طلبه لما يعينه على التعرّض لرحمة الله تعالى، والبحث عن رضا سبحانه وتعالى.

      ومن أهم ما يعين على ذلك هو الحياء، فالحياء كنز من الكنوز التي يعرفها أهلها، ويدرك عظمتها من استظل بظلها، وتنعم بوجودها، الحياء من الإيمان، ولا إيمان بلا حياء فقد ورد في الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا إيمان لمن لا حياء له".

        في كلّ زمان إمام تعرض عليه الأعمال في زماننا تعرض على إمام زماننا (عجّل الله فرجه الشريف)، فالحياء منه خير معين على ملازمة الحقّ، المسارعة بالتوبة وفعل الحسنات بعد السيئات، وإدخال السرور على قلبه الشريف  في الطاعات وترك المعاصي، فقد ورد في الكافي: عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنهُ قال : " تَبَسُّمُ الرَّجُلِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ حَسَنَةٌ ، وَ صَرْفُ الْقَذَى عَنْهُ حَسَنَةٌ ، وَ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ".
     
        هذا إذا كان السرور على قلب المؤمن، فكيف إذا كان على قلب الإمام، والإمام إمام المؤمنين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/27



كتابة تعليق لموضوع : أثافي الاستقامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net