صفحة الكاتب : عباس عطيه عباس أبو غنيم

دور المثقف...
عباس عطيه عباس أبو غنيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن الازمات تديرها منظومة كبيرة في الداخل والخارج وعراقنا الحبيب لم يكن في معزل عن هذه الازمات, ونحن نشعر بالأسف عندما نقرأ كتابات المثقف والإعلامي والصحفي أو نسمع منهما في القنوات عن قدرتهم في التحليل والتفكيك لهذه الازمات...

إن المثقف في ظل الغزو الثقافي الغربي الذي شوه الساحة الفكرية, وهي تصنع الاعلام الذي تأثر به, وهذه الحكومات التي لم تنبه إلى دور المثقف الواعي المتسلح بعين البصيرة لوضع الحلول الناتجه عن فكر وعمق في التحليل ضارب المؤسسة الإعلامية التي تؤثر فيهم, والفخ الذي وقع فيه بعضهم ودور المثقف في التحليل والتفكيك من اولويات عمله في ادارة الازمة ورفع الشبهات والتضليل التي صاحبتها ونحن في كل يوم تعرض علينا هذه المعارك الاعلامية وكأنها توصل الهدف في التأثير عليهم .

إن المثقف الذي يشاهد العراق وشعبه بعين البصيرة وكيفية وضع الحلول في فك ازمة التي صاحبة المشهد تارة دموي أو فيه من العنف بعض الشيء ونحن نرى هذه الاشياء تحصدها القنوات وعالمنا الافتراضي الفيسبوك والسوشل ميديا وغيرها من القنوات, وما سرقة القرن ببعيد عنا.

إننا نستشعر اهمية القضاء العراقي الذي يبقى صمام امان لعراقنا وهذه العملية السياسية, كان الله في عونهم وعلى المثقف إن يعطي الصور الابهى ضارب بقلمه وفكره الاعلام المغرض والسطحي الذي يعمق الازمة, وما تصريح السيد عمار الحكيم والشيخ الخزعلي وهما يطلبان بمحاكمة علنية للمتهمين بسرقة القرن وغيرها .

إن الازمات تختبر دور المثقف الواعي في عملية التفكيك والتحليل في حادثة سرقة القرن وتظاهرات ذوي المهن الصحية ومحمد جوحي وقانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) سنة 1959 والأخير القاضي حيدر حنون ومؤتمره في اربيل وكل هذه الازمات لها سبق وعمقها الاستراتيجي في ذهن المثقف لأن ادوات التضليل قائمة وبقوة وغايتها صرف النظر عن هذه الازمة او تلك, وما سرقة القرن التي تداولها القنوات بكثرة لضرب اهم مرتكز في الدولة وهو القضاء الذي يرجع اليه الجميع .

إن الخوض في قضية سرقة القرن والمتهم فيها نور زهير وغيره والذي افرج عنه القضاء بكفالة, وهي لم تزل في المحكمة المختصة ولا سبيل للمثقف الذي يدرك اهمية القضاء بإخراج عضلاته امام هذا الملف الشائك وكيفية كشف المتورطين فيه وتبرأت الابرياء تعود إلى القضاء بعلانيتها أو سريتها.

إن المثقف الذي يجعل من الوقت الكافي للاستماع إلى بقية القصة, أي قصة تجدها نوع من المبالغة من طرف دون طرف آخر, وهذه الحادثة رغم اهميتها فأن المثقف الواعي الذي يدرك دوره في كشف ملابسات التظاهره ودور رجل الامن فيها وكيفية عملية الحفاظ عليهم من التعرض الخارجي والداخلي وهذه القوات الأمنية من رحم الشعب ولها دور مهم في بسط هيبة الدولة ونحن ندرك بعض المتظاهرين غاضبً على نفسه وعلى من احاط به, مضيعاً لحقوقه وحقوق غيره والمثقف ودوره يرفض عملية اعتداء ويكشف ملابسات القضية ومن هو متورط بها من الجهتين دون جهة واحدة.

إن دور المثقف في هذه العملية تكمن في مجساته التي تكشف ما اشكل على الاخرين في القنوات التي تعرف وهناك صفحات تحمل اسماء وشخوص لها تقلها في النفوس بما تحمل من كلمة أو هي قضية شخصية يقع فيها كل محب لشخص ما ونجد صفحات تبجل بهذا او ذاك وما يهمنا قضية محمد جوحي الذي يقبع في السجن, وقضيته لدى المحكمة والإعلام الذي يعد السيناريو تلو الاخر دون هوادة وكأن أدارة الازمة تحل بقلة الوعي الاعلامي والمثقف الواعي الذي رحل هذا الملف أو غيره إلى الجهة المختصة دون كشف الملابسات فيه.نعم على المثقف الذي يدرك أهمية الموضوع وكيفية تفكيك الازمة التي جعلتها القنوات حرباً مستعرةً دون هوادة.

إن قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) سنة 1959 الذي لم يزل شغل القنوات التي تبث الذعر في نفوس المجتمع وكلنا يعلم إن المدونه المنتظره من قانون التعديل والذي سوف يكتبها مجلس الدولة والمجلس العلمي للوقفين السني والشيعي في ستة اشهر وكل من خاض في هذا المسار عبارة عن(رَجْمًا بِالْغَيْبِ)...

لعل هذه القضية اثارة شجون القاضي حيدر دون عامل التهدئة والذهاب إلى السيد رئيس مجلس القضاء الذي يشعر بالمسؤولية, وصمام امن المؤسسة القضائية ولا اعلم أين الحكمة بالخروج بمؤتمره الصحفي... من غير المجدي إن يستبق المثقف الواعي ذو البصيرة النافذة ويشتبك مع القضاء لأن الازمة كانت بين جهتين قضائيتين هما صمام امان لدى الجميع .

إن دورنا بكشف المعلومات المضللة التي تعصف بها القنوات دون هوادة غايتها التسقيط لهذه الحكومة أو غيرها, نعم هناك عنصر فساد مستشري ادركه الجميع وتجري عملية التنظيف والقضاء لعب دوراً مهماً فيها, ولم تزل بعض القضايا تدور في اروقتها, والمثقف ودوره ينتظر القرار الذي يبثه القضاء لأن قنوات الاعلام تبني مؤسستها على ضرب نفسها بنفسها بعيدة كل البعد عن المهنية في تفكيك والتحليل في الازمة وضبط مخرجاتها.

إن المثقف الذي تصل رسالته إلى ابعد مدى فهو متسلح في المعلومة في كشف الغموض فيها كما يجعل من علاقته بمصدر المعلومة منفعة متبادلة, ولقد شهدنا دور المثقف في حل الغموض وهذا الشخص ربما لم يكن اعلامياً أو صاحب اختصاص بل ممارساً لها ونجح فيها, وهذه صفة المثقف المتسلح بالوعي الثقافي ونشر عوامله بمنهجية يدركها القارئ اللبيب في تفكيك وتحليل طلاسم غموض القنوات وضرب ما اشكل على الجميع...

وهو يمتاز بعقلانية الحوار الهادئ كما يمتلك قوة القرار, وهذا ما يجعله امين على ما يطرح في قضية الشعب افسدته السياسة الداخلية والخارجية من غزوها الثقافي وهذا المثقف الذي يؤدي دوره حتماً متحصن بإرث عتيد يجنبه السقوط امام المغريات التي لعبت بغيره في التفسير الساذج في الخطاب وهذا ما يميزه الشارع الثقافي منهم فلا يتأرجح في الواقع الاعلامي المتأزم.

إن الدور الذي يلعبه المثقف مهم جداً, وغايته اجتثاث جذور هذا الاعلام الذي يسيطر على متابعيه لأن رسالة المثقف تنعكس على المجتمع فتجده هنا محاضراً وهناك ناقداً بنظرته الثاقبة وهذه النظرة تنعكس كلياً على المجتمع فيجد ممن يدافع عن القنوات أو اشخاص حملتها النفوس المقلدة وهم اسرى التقليد للأشخاص, طرأت على الساحة ما جعل الانحطاط الفكري يأخذ منهم مأخذاً كبيراً...

يبقى المثقف سراج وهاج يحمل من المسؤولية في الزمان والمكان ونقلها إلى المجتمع ليبقى متسلح معرفياً لإنقاذ ما تيسر من الجماهير الناقده لكل فعل وهذا السراج يحرك آذان الصماء التي اصابها الوقر والسير بهم إلى امام بغية الراحة النفسية, والرفاهية التي حرمتها القنوات الاعلامية منهم, ورجال السياسة التي نعمت بخيرات البلد, وجعل الشعب اسيراً هذه المعاناة التي تطرق ابوابهم, والمسؤولية لهذا المثقف بكشف زيف الحقائق وإطفاء مصابيح الضلال التي اسرجها هؤلاء وإيقاد شمعة فرح لإرشادهم الطريق الصحيح...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عطيه عباس أبو غنيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/17



كتابة تعليق لموضوع : دور المثقف...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net