صفحة الكاتب : رياض سعد

الرغبة العارمة بالحياة
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أحيانًا ينتاب البعض منا شعورٌ بالعدمية والضياع والتلاشي , والروتين والملل والضجر , وقد نصاب بفقدان الرغبة في كل شيء وانطفاء الشهوة تجاه الامور التي تحفزها عادة , وقد يسيطر علينا الحزن واليأس , وتخيم بأجوائنا الطاقات السلبية وتتلبد سماءنا بالكآبة والكسل وفتور الهمة وخور العزيمة ... ؛ عندها نكون كالأموات الذين يسيرون بالطرقات بلا عواطف او مشاعر او حركات تثير الانتباه ؛ مما قد يؤدي فيما بعد الى الجنوح نحو الانتحار والخلاص من ضجيج الصراعات و ألم الروتين والمشاكل والازمات ؛ اذ قد تدفعك الافكار السوداوية والرؤى الظلامية الى التلاشي والعدمية , وترغب في أن يستريحَ كُلُ شيءٍ فيك ، جسدكَ ، روحك , نفسك , عقلك .. ؛ عن طريق الخلاص والانتحار !!

بينما نلاحظ ان المرء المفعم بالحيوية والطاقة والايجابية , والشخص الذي لديه رغبة عارمة في ممارسة الامور وتناول الاشياء ؛ يعيش المرح والسعادة والاتزان والاستقرار النفسي ؛ فشتان بين المتفائل والمتشائم وبين الايجابي والسلبي وبين الحيوي والمحبط ... .

نعم قد تكمن السعادة في الحياة , برغبة الانسان فيها , فالذي يهجم على ملذات الحياة ويقضي منها وطرا كالفاتح المنتصر , و يشبع شهواته بنهم , ويلبي طلباته النفسية ولا يكبت مشاعره العاطفية وافكاره و رؤاها الثقافية ... ؛ يعيش بغاية السعادة والطمأنينة والحيوية والايجابية , على خلاف الشخص الذي يتناول الطعام وهو معرض عنه , ويمارس الجنس وهو كاره له , ويخرج مع عائلته او صديقه للتنزه وهو محبط ومتشائم ... , فأمثال هؤلاء يعيشون نصف حياة , مذبذبون لا هم الى البؤساء المحرومين ولا هم الى السعداء المنعمين , لذا تراهم يقبلون بأنصاف الحلول , ويقنعون بأسوأ العيش , ولا يرغبون بالاستزادة من متع وخيرات وملذات الحياة .

امامك طريقين هما : اما ان تترهبن وتعتزل الحياة والناس , او تمارس الامور والاشياء بإرادة ضعيفة وعزيمة متذبذبة وقوى خائرة ونفسية معقدة ومزاج سيء ؛ او تستمتع بالحياة وملذاتها وشهواتها وتمارسها بكل طاقة وحيوية ورغبة عارمة , فقد يكون الشره سببا من اسباب السعادة احيانا ؛ وقد يقترن الفرح والمرح بالتحرر من القيود والاغلال والانطلاق نحو اشباع الشهوات والرغبات برغبة عارمة ؛ فالكثير من العادات والاكراهات الاجتماعية في هذا المجتمع او ذاك ؛ انما تهدف الى تعكير الاجواء العامة , ومحاربة الحريات الشخصية , وتعقيد الحياة بأمور لا قيمة ولا أهمية لها في حياتنا الحقيقية وليست الحياة المزيفة التي ما ننفك نزينها ونحرق أنفسنا في ظل تجميلها والالتزام بمقرراتها التي قد لا تتلائم مع الطبيعة البشرية والمعطيات العلمية والتحديات الواقعية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/15



كتابة تعليق لموضوع : الرغبة العارمة بالحياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net