صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

لماذا لاتغير الحقائق عقولنا؟
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في النقاشات السياسية منها وحتى الاجتماعية كثيرًا ما يفترض الشخص أنه على حق، ويمتلك ناصية الصواب فيحاول أن يورد الحجج والدلائل المنطقية إزاء الطرف الآخر متوقعًا أنه بذلك يقنعه، أوربما لغرض أن يفحمه أو يفوز عليه، وبالحقيقة أن الطبيعة الدفاعية للانسان عما يعتقده-حتى لو اعتقد ببطلانه- قد تكبح لديه الاقتناع بما تقوله، ولربما تدخل مفاهيم الرأي المسبق والعقل المصبوب المنضبط لقوالب حادة (كهف فكري انعزالي لأصحاب الأيديولوجيات المطلقة) تعزله عن أي تأثير في جميع الأحوال. هو يريد الحفاظ على ما اكتسبه من قناعات حتى لو كانت غير حقيقية، او مجرد أنها انفعالية عاطفية تساوقية، لذا فإن الانتماء للجماعة ذات الفكرة المتفق عليها يبدو أكثر راحة للناس عامة.

إذا رغبت بتغيير أفكار أو آراء أو انطباعات أو عادات الآخرين فإن العلماء ينصحون ب3 خيارات قد تبدو سهلة، ولكنها مما اطلعنا تحتاج لإيمان وإصرار وجهد مضني، إذ يمكنك إحداث التأثير والتغيير بالقناعات إذ صادقت الشخص الآخر أولًا فأنت بذلك تصنع حوله بيئة جديدة من خلالها يصبح مفهوم الاقتراب والعواطف والمحبة أساسًا قد يؤدي للتغير.

والنقطة الثانية هي أن تكون لطيفًا حتى عندما يخالفك الآخر (يبدو أن مخاطبة العواطف في كثير من الاحيان يكون أجدى) فلا تجادل لغرض الفوز أو الافحام وقهر الآخر فهو سيدافع عن مظهره أمام نفسه، وامام الآخرين ولا شك بشكل عام إن تخلى عن رأيه سيظن أنه يخسر الكثير من موقعه او مكانته بالجماعة أو بالحد الأدنى أمام ذاته.

وبالنقطة الثالثة وكما يقول العلماء إذا أردت أن تُميت فكرة فلا تذكرها بمعنى أن لا تنشغل كثيرًا بدحضها وإنما لك أن تنشغل بالفكرة الجديدة وعرضك لها، وهنا يأتي دور التكرار بالعرض فلا تكل من تكرار العرض للفكرة التي تريدها وإماتة الحديث عن الأفكار السيئة.

إن الانسان كائن اجتماعي وقد يفضل منطقة الراحة الاجتماعية حيث يحس بالانتماء والقبول والتساوق مع الجماعة فلا يمكنك إخراجه من المنطقة الى منطقة التعلم بسهولة مطلقًا الا باللطف والمحبة والصداقة والإتاحة له للتعبير عن ذاته والتكرار الابداعي اللطيف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/01



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لاتغير الحقائق عقولنا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net