صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

زميلي الاحمق العزيز(ما الحل؟)
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحماقةُ أعيت من يداويها كما يقول الشاعر، والحمقَى يعيشون في نعيم وهم من تجد أمثالهم اليوم من رُكّاب وسائل التبعثر (التواصل) الاجتماعي على الشابكة الذين يميلون لتصديق ما يتفق مع أحلامهم وأوهامهم ومخاوفهم فترى المرئي (مقطع فديو) والمكتوب السخيف من جنس (منقول) بلا مصدر ولا مرجع يشكل حياتهم! ويأتون ليلقوا عليك محاضرة لا هي بالمعلومات فلا مرجعية، ولا هي رأي فللرأي أصوله المنطقية! ولا هو تحليل يأخذ بالأسباب.

يستسهلون ولايسترشدون

يقفز الأحمقُ للنتائج بسهولة ليست بالطبع ضمن عقلنة أو تفكّر، ولا ضمن تدرج منطقي أوإبداعي في حل وتحليل المشكلة أو الموقف أوالموضوع. وهو مع ذلك يتعجب حين لا تلتفت له! وكأنك أنت الواهم الواقف على حدّ السيف لا تعلم شيئًا! ولا تعرف الى أي جانب تميل، فهو كل الميل قد أخذ بتلابيه الى الهاوية.

الحمقى نفرٌ من الناس اختاروا السهولة في مواجهة التعقيد الذي يكرهونه لأنه يستدعي المنهج العقلي، واختاروا ولربما تربّوا على البلاهة والبداهة البليدة، ومستنقع الغباء ومحيط الجهالة عن قصد بحيث لا يمكنهم أن يقرأوا بتاتًا! فالقراءة نموذج (موضة قديمة) ولا يسترشدون بالثُقاة أوالمراجع أوالعلماء أو الحكماء أو أصحاب الاختصاص. وبالطبع الى ذلك لا يشغلون الآلة الربانيّة المركّبة بأدمغتهم مادامت المواقع الالكترونية التركيبية على الشابكة (internet) وفضائيات التهييج والتضليل والتحشيد والتجنيد تقتنص فيهم الرغبات والأحلام السعيدة والمبهجة لتحولها الى واقع معاش ولو في معازلهم (فقاعاتهم) النفسية فقط!

الفضائحيات والحمقى

فمن أنت لتتصدى لهم والفضائية الفضائحية (الفضائحيات) الردحيّة الفلانية وغيرها تطبّل وتزمّر ليل نهار بما يظنونه حقيقة، وحيث يرغبون تمامًا. وهم الى ذلك لا يفحصون ولا يدققون ولا يأبهون بمطابقة الحقيقة أو ما يرونها حقيقة مع الواقع أو مع المستجدات من الأمور فما استقر في أذهانهم الضعيفة الواهية البراقة لا يتحرك ولو "بالطبل البلدي" فهو ثابت كثبات الجبال الرواسخ ونابض بالحياة.

لبعض الحمقى أو المغفلين أو السفهاء والجهلة لديك معزّة خاصة أو قُرب من أيام الحارة أوالدراسة أو العمل فهم الى حُمقهم لطفاء أومقربين فماذا عليك أن تفعل؟ ومنهم زميلي أو زميلك الأحمق  العزيز!

كانت نصيحة العرب الدائمة تجاه الأحمق والمفغل هي باجتنابهم بكل مكان خاصة بالمجالس وحيث يتكلم العلماء أو المثقفين والمفكرين والكُتّاب أو حتى في المجالس العامة؟

لبعض الحمقى معزّة كما ذكرنا ارتبطت بزمن والتصاق مفروض وقرب لا فكاك منه فكيف إن كان زميلك الدائم بالعمل أو جارك أو صديق دراستك أو صاحبك في الحارة أو غير ذلك مما يصبح الفكاك منه والهروب شبه مستحيل؟ّ!

سِراطيات الحل

يقولون أن هناك سراطيات (استراتيجيات) كثيرة بالتعامل مع الحمقى مثل الابتعاد أو تقليل الاحتكاك بهم، أو صنع حالة نفسية تبعدهم عنك، أو مقاومتهم ومن خلال شهود..الخ ولكل حالة ربما تكون استراتيجيتها المختلفة.

لكني مع أمثال هؤلاء جربت من الطرق الكثير والتي منها تنقلت مع بعضهم ضمن المراحل التالية للحل: الغضب، القسوة معهم، محاولة الابتعاد، الفهم للشخصية، محاولة الإصلاح ما أدت الى نجاحات جزئية ثم نكوص للحالة، رغبة يائسة بالتغيير، التنائي النفسي، وصولًا الى الحزن العميم. فهل تراني نجحت أم كنت الفاشل الكبير؟! ومازال السؤال مفتوحًا!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/16



كتابة تعليق لموضوع : زميلي الاحمق العزيز(ما الحل؟)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net