ويسألونك عن النهضة الحسينية-٢-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ هناك من الأحاديث المتعددة التي تضمَّنتها هذه النهضة المقدسة والتي بحاجة إلى قراءتها والتأمل فيها؛ لمعرفة جزء من حقيقة هذه النهضة، حيث وقف سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" في (مكة المكرمة) قبل أنْ يخرج منها مبيِّنَا عظمة الشهادة من أجل دين الله والدفاع عن مقدساته فقال: ((خُطَّ الموتُ عَلى وْلْدِ آدَمَ، مَخَطَّ القِلادَةِ عَلى جِيْدِ الفَتَاةِ، ومَا أَوْلَهَنِي إلى أسلافِي اشتياقَ يعقوبَ إلى يوسفَ، وخِيْرَ لي مصرعٌ أنا لاقيهِ ..)).
🕯️لقد كان الإمام الحسين "عليه السلام" قد صمَّم على الشهادة في سبيل الله ولا يبايع أولئك الأدعياء من بني أمية، حيث وقف يخاطب المسلمين ويبيِّن لهم لذَّة الشهادة وعظمتها، وأنه من أهل بيت يرون الشهادة هي السبيل لإنقاذ الدين ومقدساته، فكان يبيِّن لهم أنَّ الموت للمؤمن زينة وشرف يتزيَّن به، ويفخرون به أمام الله تعالى، وأنه لا بد للإنسان من الموت، وعلى المؤمنين أنْ يختاروا أشرف أقسامه وهو الشهادة، ويتقلَّدوا بهذا الوسام، وسام العز والكرامة، وسام الإباء والخلود؛ ليتحوَّل هذا الوسام إلى قبر بطف كربلاء، شعلة للأحرار وقبلة لهم.
🕯️ ثم يخبرهم باشتياقه الحقيقي إلى هذا الوسام الذي يفخر به في الدنيا والآخرة، إذ اختاره الله تعالى ليكون سيد شهداء الأمة، فوقف عازمًا على الموت، موطِّنا له نفسه وأهل بيته وأصحابه، ويؤكد ذلك الاشتياق باشتياق النبي يعقوب لولده النبي يوسف، وما جرى عليهما في التأسُّف والحسرة.
وفي ذلك درس عظيم للمؤمنين يمكن الإفادة منه بأنه:
١- رسالة إلى المؤمنين بعدن الغرور والاغترار بهذه الدنيا ولذاتها.
٢- عظمة الدين ومقدساته، وأهمية التضحية من أجله.
٣- إنَّ الشهادة وسام ولا يناله إلَّا مَنْ أخلص الاستعداد لها.
٤- إنَّ هذه التضحيات في سبيل الله هي حقيقة الخلود الأبدي للباحثين عن الخلود.
٥- إنَّ المعرفة بأسرار الدين وحقيقته هي منهج فوز الإنسان بما أعده الله تعالى لعباده، وعدم الاغترار بالعاطفة والتقليد من دونها.
وعلينا أنْ نكون أهلًا لهذه المدرسة الخالدة بنهضتها الحسينية المقدسة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat