صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج.
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بات من المنطقي جداً أن زيارة أي رئيس وزراء عراقي الى الولايات المتحدة الامريكية تعني قبولاً بالواقع السياسي الجديد للعراق،وعلى واشنطن أن تتعامل مع هذا الواقع ليس وفق رغبتها فحسب بل هو إرادة سياسية عبرت عن صوت الشارع العراقي والذي جاء عبر صناديق الاقتراع،بالمقابل يدرك السيد السوداني أن زيارته إذا لم يكن مرحب بها في البيت الابيض،فهذا يعني أنه سيواجه عقبات كبيرة في سيرته وعمله السياسي والتنفيذ،لذلك بالفعل كانت الزيارة لافتة ومهمة وحظيت باهتمام كبير من قبل الادارة الامريكية، من حيث الاستقبال والاهمية،إذ ترأس فيها السيد السوداني وفداً مهماً كان فيها على رأس طاولة المفاوضات.

الزيارة الى الولايات المتحدة التي تستغرق أسبوعاً واحداً تضم لقاءً مع الرئيس الامريكي جو بادين في 15 من نيسان الجاري،وعقد جلسات جانبية مع كبرى الشركات الامريكية بالاضافة الى اللقاءات مع الجالية العراقية في أميركا،وسيركز الوفد على مناقشة العلاقة بين بغداد وواشنطن وتفعيل دور الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين وعلى الوجود العسكري الامريكي في العراق،بالاضافة الى ملفات أخرى كالعقوبات على المصارف العراقية والعلاقات الاقتصادية والامنية والثقافية،لذلك فان القوى السياسية العراقية تنظر الى هذه الزيارة بعين الحذر لان نجاحها يعني انتقال العراق من مرحلة الى مرحلة جديدة،خصوصاً مع وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق،أو الاتفاق على الخطوط العريضة لمهمة القوات الامريكية القادمة،كما من المتوقع سيكون هناك رفع للعقوبات على بعض المصارف العراقية المدرجة في القائمة السوداء الامريكية،بالمقابل فأن واشنطن تنظر الى الزيارة على انها خطوة إستراتيجية في وضع العراق على طريق الاستقرار السياسي،خصوصاً مع الاستقرار الامني في البلاد والذي انعكس بصورة إيجابية على الوضع السياسي وتفعيل نلف الاستثمار والمشاريع العمرانية الكبرى،وربما سيكون دافع لواشنطن باتجاه تشجيع الشركات الامريكية على الدخول الى السوق العراقية خصوصاً في مجال الطاقة والكهرباء والبنى التحتية الاخرى،وهذا ما تعمل عليه بغداد لتكون نقطة توازن وتهدئة في منطقة الشرق الاوسط ولجميع الاطراف الاقليمية والدولية.

تنظر واشنطن للسيد السوداني على انه شخصية سياسية تجسد واقع وأحلام وتطلعات الشعب العراقي،ويبدو أنه نجح الى حد ما داخلياً ويريد أن يتفوق أقليمياً ودولياً ويثبت نجاحه في هذه الملفات المعقدة،ويعيد ثقة المجتمع الدولي بالعراق الجديد ويعكس واقع الديمقراطية المنتجة التي استطاعت أن تضع مبدأ التبادل السلمي للسلطة بعد سنوات من التفرد والظلم والديكتاتورية،وعكس صورة معقولة للحكم في العراق،ويحاول الآن أن يصل الى الشبكات المعقدة للعلاقات الدولية بشكل عام والتي منها الولايات المتحدة الامريكية،لذلك يدرك السيد السوداني أن زيارته فيها الكثير من المحطات المهمة وأن يعمل جاهداً من أجل عكس صورة جيدة للحكم وللديمقراطية في البلاد.

الزيارة ستحقق هدفاً ومرحلة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن،والتي بالتأكيد ستكون الداعم لسيادة العراق واستقلالية قراره السياسي والسيادي،والتأكيد على أبعاده عن أي صراع محتمل في المنطقة خصوصاً في ظل الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل وبتدخل مباشر مع المجتمع الدولي،لذلك يدرك الجميع سواءً القوى السياسية أو حكومة السيد السوداني أن هناك عمل مضني ومهم ينتظرها في إبعاد العراق من أن تكون أرضه ساحة حرباً للآخرين بل على العكس ان يكون طاولة للحوار وتقريب وجهات النظر ين جميع الاطراق المتصارعة،كما على الحكومة العراقية فتح ملف علاقات العراق مع العالم والبدء بأطلاق رسائل المطمئنة بأن العراق بدأ يتعافى وقادر على اتخاذ قراراه بنفسه بعيداً عن أي تأثير داخلي أو خارجي ممكن أن يؤثر على استقلالية العراق السياسي والسيادي.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/21



كتابة تعليق لموضوع : زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net