صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

المؤمن المعاصر بين الخوف والرجاء في القرآن والحديث
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    ونحن في غمرة أجواء عيد الفطر السعيد،كنت أتلو كتاب الله تبارك وتعالى فوصلت الى قوله تعالى:
*[غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ]* 
{سورةغافر:3}.

  وطفقت أتدبر فيها هنيهة وأقول:عندما يتاح للمرء أن يتسنم منبراً في مسجد أو يكتب مقالاً وينشر فكراً في وسائل التواصل الاجتماعي ينبغي عليه أن لا ينفّر الناس من الدين ويبعد الناس عن حب الله رب العالمين وكلام الله عز وجل،في كتابه المبين .
وهذا عكس ما يفعله بعض من الخطباء والكتّاب، الذين يروق لهم تخويف الناس وترويعهم من الحاضر والمستقبل. ولايكاد خطيب أو واعظ يبشّر بنعمة أو رحمة من الله،أو لنقل: قلما وقل من يفعل ذلك.

    وخطر في بالي مانقله عميد المنبر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في محاضرة له لن أنساها.
فينقل الراحل عن الشاعر الكبير عمرالخيام قوله: أوعدتني يارب أن تعذبني،فتعجبت اين سيكون هذا العذاب؟! أيكون في مكان أنت فيه؟ وانت في كل مكان ولا يجتمع وجودك مع العذاب . أم يكون في مكان لست فيه وخال منك واين هذا المكان يا ترى ؟أ فيخلو مكان في الكون من رحمتك لكي تعذبني فيه؟
وكان النبي ص يقول: *«يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَ بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا»*
📚بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي.

وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -عليه السلام قال: «قرأتُ القرآن من أوّله إلى آخره فلم أَرَ آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: *{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}* 
[الزمر: 53]».
  وعن الامام عليّ -عليه السلام- قال: «ما في القرآن أرجى إِلَيَّ من هذه الآية: *{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}* 
[النساء: 48]
📘تفسير القرطبي (10/ 322).
📗الكشف والبيان، لأبي إسحاق الثعلبي (3/ 325).

وعَنِ اَلْحَارِثِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ الصادق عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: 
قُلْتُ لَهُ مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟ قَالَ :
*كَانَ فِيهَا اَلْأَعَاجِيبُ وَ كَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لاِبْنِهِ* :
*خَفِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ اَلثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ ، وَ اُرْجُ اَللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ اَلثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ*.
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ الصادق عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ :
 *كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ [وَ] فِي قَلْبِهِ نُورَانِ:*
 *-نُورُ خِيفَةٍ* 
*-وَ نُورُ رَجَاءٍ* 
*لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.*
📕الكافي،الكليني.ج٢.ص ٦٧.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/13



كتابة تعليق لموضوع : المؤمن المعاصر بين الخوف والرجاء في القرآن والحديث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net