أم المؤمنين السيدة خديجة "عليها السلام" مثال الجهاد والتضحية
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

روى شيخنا العلامة المجلسي "رحمه الله" أنَّ النبي "صلى الله عليه وآله" قال: ((حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد "صلى الله عليه وآله" وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون)) بحار الأنوار ج٤٣ ص٥١
إنَّ هذا الحديث المبارك من الأحاديث المشهورة بألفاظ مختلفة، ولكن بمعنى عظيم واحد، وفيه دلالة على مقام هذه السيدات الكريمات الأربع، وإنَّ من الموضوعات المشتركة بينهنَّ بإيجاز يمكن بيانها في الآتي:
١ - الموقف الثابت لهنَّ في الاستجابة لنداء الله تعالى، وبذل كل شيء من أجل طاعته ورضاه ونشر تعاليمه، والتمسك بها مهما كانت تضحيات ذلك.
٢ - بيان مدى أثر الجهاد في سبيل الله تعالى بأنواعه المتعددة؛ لإعلاء كلمة التوحيد والدفاع عن العقيدة، وأهمية ذلك الجهاد في خلود المواقف عند الله تعالى.
٣ - التأكيد على حاجة الأمة إلى القدوة رجالًا أو نساءً، وبيان مواقفهنَّ المختلفة في القرآن والسنَّة؛ لتشريع تلك المواقف وتثبيتها للأمة، وعدم الإغفال عنها.
٤ - الحث على بيان فضل المضحِّين من أجل دين الله تعالى، على اختلاف تلك التضحيات التي غدت صفحة مشرقة لا يمكن إطفاء نورها، بل هي منهج السائرين نحو الله.
٥ - تكريم المرأة في الإسلام خاصة، وبيان مواقفها التي تخلِّدها في صفحات التشريع والتاريخ، وبيان مصداق القرآن الكريم (ومن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ..).
أخيرًا ..
إنَّ من أهم مقومات تقدُّم الأمة وإعلاء شأنها هو إحياء مناسبات هذه الشخصيات العظيمة، التي أقرَّ التشريع والتاريخ قدوتهنَّ للآخرين، ومنهنَّ السيدة، المكرَّمة، المجاهدة، الصابرة، أم المؤمنين، بل أم فاطمة، وزوج خاتم النبيين والمرسلين محمد .. خديجة "عليها السلام".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat