صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


يستمر الشيخ عزيز الله العطاردي في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين الرشيد في كتابه مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام قائلا: عن عبد اللّه بن محمد السائي، عن الحسن بن موسى، عن عبد اللّه بن محمد النهيكي، عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار؟ فقال: هذه دار الفاسقين، قال: "سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا" (الاعراف 146). فقال له هارون: فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ فقال: أخذت منه عامرة و لا يأخذها إلّا معمورة، قال: فأين شيعتك فقرأ أبو الحسن عليه السلام: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ‌ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" (البينة 1) قال: فقال له: فنحن كفار؟ قال: لا و لكن كما قال اللّه: "الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ" (ابراهيم 28) فغضب عند ذلك و غلظ عليه. فقد لقيه أبو الحسن عليه السلام بمثل هذه المقالة و ما رهبه و هذا خلاف قول من زعم أنه هرب منه من الخوف. العياشي: عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار و دار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة و لا يأخذها الا معمورة، فقال: اين شيعتك؟ فقرأ ابو الحسن: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" (البينة 1) قال له: فنحن كفار؟ قال: لا و لكن كما قال اللّه: "أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ" (ابراهيم 28) فغضب عند ذلك و غلظ عليه.
ويستطرد الشيخ عزيز الله العطاردي في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين الرشيد: قال الشيخ ابو جعفر محمد المشهدي: لقد وجدت في كتب بعض اصحابنا رضي الله عنهم‌ انه كان للرشيد باز ابيض يحبه حبا شديدا و طار في بعض مصيداته حتى غاب عن اعينهم فامر الرشيد فضرب له قبة تركية فنزل تحتها و حلف انه لا يبرح من موضعه أو يجيئوا إليه البازي و اقام بالموضع و انفذ وجوه العسكر و سرح الامراء و القواد في طلبه على مسيرة يوم و يومين و ثلاثة. فلما كان في اليوم الثاني آخر النهار نزل البازي عليه و في يده شخص حيوان يتحرك و يلمع كما يلمع السيف في الشمس و اخذه من يده بالرفق و رجع الى داره و طرحه في طشت ذهب و دعا بالاشراف و الاطباء و الحكماء و الفقهاء و القضاة، و قال: هل فيكم من رأى هذه الصورة قط؟ قالوا: ما رأيناها و لا ندري ما هي. قال: كيف لنا بعلمها؟ قال: له ابن أكثم القاضي و ابو يوسف يعقوب القاضي ما لك غير امام الروافض موسى بن جعفر تبعث إليه و تحضر جماعة من الروافض و تسأله عنها فان علم كانت فائدة معرفتنا لها و ان لم يعلم افتضح عند اصحابه الذين عندهم أنه يعلم الغيب و ينظر في السماء الملائكة فقال: هذا وتر به المهدي، هو الرأي، فأمر و أخلف ابو الحسن و سألوه أن‌ يحضر المجلس الساعة و من عنده من اصحابه و ابعثوا خلف فلان و فلان من اصحاب الروافض. فحضر ابو الحسن و جماعة من الشيعة معه و قال يا أبا الحسن انما احضرتك شوقا إليك فقال: دعني من شوقك الا ان اللّه تبارك و تعالى خلق بين السماء و الارض بحرا مكفوفا عذبا زلالا كف الموج بعضه على بعض في حواشيه لئلا يعطي على حريته فينزل به ميكائيل فيهلك من تحته طول أربعة فراسخ من فراسخ الملائكة، الفرسخ مسير مائتي عام للبازي المجد بخفايه، الصافون المسبحون من الملائكة الذين قال اللّه تعالى: "وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ" (الصافات 166-167) و خلق له سكانا اشخاصا على عمل السمك صغارا و كبارا فاكبر ما فيه من هذه السورة شبرا رأس كرأس الآدمي له انف و اذنان و عينان و الذكور من ماله سواد في وجهها مثل اللحى و الاناث لها شعور على رأسها مثل النساء أجساد مثل أجساد السمك و فلوس مثل فلوسها و بطون مثل بطونها و مواضع الأجنحة منها أكف و أرجل مثل أيدي الناس و أرجلهم تلمع لمعانا عظيما لأنها متبرجة للأنوار تغشي الناظر إليها حتى ترد طرفه حسيرا غذاؤها التقديس و التهليل و التكبير. فإذا قصر أحدها في التسبيح سلط اللّه عليهما البزاء البيض فأكلته و جعلت رزقها، و ما يحل لك ذلك، و احتفظ بالدراعة بأن تأخذ من يد الباز برقه الذي بعثه اللّه إليه لياكله. فقال الرشيد: اخرجوا الطشت فاخرجوه فنظر إليها فما اخطأت مما قال ابو الحسن شيئا ثم انصرف و طرحها الرشيد للبازي فقطعها و اكلها فما نقط لها دم و لا اسقط منها شيئا فقال الرشيد لجماعة الهاشميين: و من حضر أ ترانا لو حدثنا بهذا كنا نصدق.
جاء في کتاب مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: قال النسابة الشهير السيد جمال الدين المعروف بابن عنبة: الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام و يكنى أبا الحسن و أبا ابراهيم، و أمه أم ولد يقال لها حميدة المغربية و قيل نباتة؛ ولد عليه السلام بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة، و قبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك سنة ثلاث و ثمانين و مائة و له يومئذ خمس و خمسون، و كان أسود اللون عظيم الفضل رابط الجاش واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ و حلمه، و كان يخرج في الليل و في كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه و من أراد بره، و كان يضرب المثل بصرة موسى، و كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكى القلة. و قبض عليه موسى الهادي و حبسه فرأي على بن أبي طالب عليه السلام في نومه يقول له: يا موسى "هل‌ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). فانتبه من نومه و قد عرف أنه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل الى الكاظم عليه السلام أذى، و لما ولى هارون الرشيد الخلافة أكرمه و أعظمه ثم قبض عليه و حبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه الى السندي بن شاهك و مضى الرشيد الى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله. فقيل إنه سم، و قيل بل غمر في بساط و لف حتى مات ثم أخرج للناس و عمل محضرا أنه مات حتف أنفه، و ترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر و دفن بمقابر قريش.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/13



كتابة تعليق لموضوع : اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net