قصة قصيرة
أصيب شاعرٌ واعٍ ( خَبرَ الدنيا وعرف مذاقَ أهلها المرَّ ) في بصره ولم يعد قادرا على النظر بشكل طبيعي وسليم بل تكاد تكون رؤيتهُ معدومة وطلب منه معارفه وأصدقاؤهُ ان يذهب إلى الطبيب لمعالجته فرفض طلبهم قائلاً ما فائدة النظر ولم أر في زحام الناس أحداً أمامي ليبهج النفس بشيمه أو ينعش العقل بفكره لذا اكتفيتُ بظلمتي وآثرت العزلة والانكفاء والخلوة مع نفسي فلم أر غير نفسي صديقا ومستودعا أمينا لسرّي فساد هدوء في المكان وظنَّ الشاعرُ ان الناس قد انفضوا من حوله والمكان خالياً فأخذ يردد بصوت خافتٍ وهم يسمعونه وهو لا يدري
يراني الناسُ منعزلاًً حزينا
فظنّوا أرتجي منهم مُعينا
وما علموا أنا عنهم غنيٌّ
وإنّي لم أجد فيهم خدينا
وفيهم لم أكنْ إلا ك (تبرٍ)
بدا في الترب مغموراً دفينا
خرجتُ من القطيعِ ولستُ منهُ
لأنّي لا أحابي الجاهلينا
مقالي لم يكن عنهم جزافا
فلم أرَ عندهم خُلُقاً ودينا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat