صفحة الكاتب : خضير العواد

طوفان الأقصى يضعُ النقاط على الحروف
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لقد أبهر شعوب العالم وأجفلهم وجعلهم ملتصقين أمام الشاشات فاتحي ّ العيون والأفواه ليتأكدوا مما شاهدوا من عمل  بطولي جبار قام به طوفان الأقصى ، هذا الطوفان الذي أرجع القضية الفلسطينية الى الحياة بعد أن أرادت جميع قوى الشر أن تشطبها من قاموس الوجود ، وفي جريان هذا الطوفان المرعب كشف الكثير من الحقائق التي غابت او أرادت ان تغيّبها الأنظمة الاستبدادية القمعية ، أن  سبب عدم قيام الدولة الفلسطينية هم الأنظمة العربية التي عملت على إضعاف هذه القضية بل حاربت كل مشروع حقيقي يؤدي الى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في قيام دولتهم ، فهذه الفصائل

الفلسطينية التي وجدت من يساعدها ويدعمها في الإعلام والسلاح نلاحظها هزت الكيان الغاصب وجعلته يعيش في رعب حقيقي وهو يرى مستوطناته تسقط واحدة تلو الأخرى في ساعة واحدة بيد مجموعة من الشباب المقاوم الذي لا يمتلك إلا السلاح الخفيف وقد قتل من يقاومه ويأسر المئات من جنوده ويرجع الى قواعده سالما ، فإذا كانت الحكومات العربية قد دعمت هذا الشعب الفلسطيني المقاوم بالسلاح والإعلام من بداية الاحتلال الصهيوني هل سيبقى هذا الشعب تحت سيطرت الصهاينة يمنعون عنه كل أسباب العيش الكريم ، وقد أثبت هذا الطوفان أن الباطل مهما توحد وقوى وكثر عدده وتعددت مجاميعه لا يمكن له أن يواجه الحق مهما قل عدده أو ضعفت مجاميعه ، لأن النصر لا يعرف إلا من يؤمن به ولا يأتي الإيمان إلا ان ترخص الروح من أجل تحقيق النصر ، فهذا الشباب المؤمن بعدالة قضيته قد هجم على أحدث منظومة سلاح في الكون وأكثر جنوداً تدريباً ودعماً مادياً ومعنوياً وإعلامياً وإستخبارياً ومحمياً من قبل أكبر قوة في العالم ، ولكن هذا الشباب المؤمن قد جرف كل هذا الجيش الصهيوني وما يحويه من تكنولوجيا وسلاح وحماية وإعلام في مزبلة الفشل والوهن والضعف خلال ساعات قليلة ، وقد أثبت هذا الطوفان ان القضايا العادلة لا تموت مهما تعرضت لعوامل تحاول القضاء عليها ولكنها تمر بسبات حتى تجد من يؤمن بها ويحملها من جديد ، وقد حاولت حكومات التطبيع ومن خلفها أمريكا والكيان الصهيوني ان يقضوا على القضية الفلسطينية ولكن هذه القضية دخلت في سبات عميق حتى ولد التعاون الإيراني الفلسطيني في زمن الفتنة والضياع العربي والإسلامي فاستيقظت القضية الفلسطينية ووقفت مستندةً على هذا التعاون الذي أوّلَدَ طوفان الأقصى وهو الذي أرجع الى الأمة عزتها وكرامتها والى الشعوب العربية والإسلامية حياتها ، فشكرا لك يا طوفان لأنك قد وضعت النقاط على الحروف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/02



كتابة تعليق لموضوع : طوفان الأقصى يضعُ النقاط على الحروف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net