اشارات قرآنية من مسند الامام المجتبى الحسن للعطاردي (ح 5)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

عن کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: قال اللّه تعالى لمحمد صلى اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه: «فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءكم و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين، فأخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من الانفس معه أبي و من البنين اياي و أخي و من النساء امّي فاطمة من الناس جمعا، فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منّا، و قد قال اللّه تعالى: "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33). فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمي و أبي، فجللنا و نفسه في كساء لام سلمة خيبري، و ذلك في حجرتها و في يومها، فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة رضي الله عنها: أدخل معهم يا رسول اللّه؟ فقال لها صلى اللّه عليه و آله: يرحمك اللّه أنت على خير و الى خير و ما أرضاني عنك و لكنها خاصة لي و لهم. ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه اللّه إليه يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم اللّه انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلّموه في ذلك فقال: اني لم أسدّ أبوابكم و أفتح باب عليّ من تلقاء نفسي و لكني اتبع ما يوحى الي و أن اللّه أمر بسدّها و فتح بابه، فلم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يولد فيه الأولاد غير رسول اللّه و أبي علي بن أبي طالب عليه السلام تكرمة من اللّه تعالى لنا و فضلا اختصّنا به على جميع الناس.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت (قل لا إله إلّا اللّه اشفع لك بها يوم القيامة). و لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول له و بعد إلا ما يكون منه على يقين، و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب يقول اللّه عز و جلّ: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً" (النساء 18). وعن الطوسي قول الامام الحسن عليه السلام: أيها الناس اسمعوا وعوا و اتقوا اللّه و راجعوا، و هيهات منكم الرجعة الى الحقّ و قد صارعكم النكوص و خامركم الطغيان و الجحود "أَنُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ" (هود 28) و السلام على من اتبع الهدى. قال: فقال معاوية و اللّه ما نزل الحسن حتى أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به، ثم علمت أنّ الاغضاء أقرب الى العافية.
قال جندب: فلمّا أتيت الحسن بن علي بكتاب معاوية قلت له: إن الرجل سائر إليك فابدأ أنت بالمسير حتى تقاتله في أرضه و بلاده و عمله، فأما أن تقدر أنه يتناولك فلا و اللّه حتى يرى يوما أعظم من يوم صفين، فقال: أفعل ثم قعد عن مشورتي و تناسى قولي. قال: و كتب معاوية الى الحسن بن علي: بسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد، فان اللّه عز و جلّ يفعل في عباده ما يشاء "لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ" (الرعد 41) فاحذر أن تكون منيتك على يد رعاع من الناس و أ يئس من أن تجد فينا غميزة و أن أنت أعرضت عما أنت فيه و بايعتني وفيت لك بما وعدت، و أجزت لك ما شرطت و أكون في ذلك كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة: و ان أحد أسدى إليك أمانة * فأوف بما تدعى اذا متّ وافيا و لا تحسد المولى إذا كان ذا غنى * و لا تجفه إن كان في المال فانيا. ثم الخلافة لك من بعدي فأنت أولى الناس بها و السلام. فأجابه الحسن بن علي: بسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد: وصل إليّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت، فتركت جوابك خشية البغي عليك و باللّه أعوذ من ذلك، فاتبع الحق تعلم أنّي من أهله، و عليّ إثم أن أقول فأكذب، و السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat