اشارات قرآنية عن الامام الحسين عليه السلام من سورة آل عمران (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الشعائر الحسينية للمؤلف الشيخ محمد السند: علي الأكبر: وقد قال الإمام الحسين عليه السلام حينما برز ولده علي الاكبر وهو يومئذ أبن ثماني عشر سنة، فلما رآه الحسين رفع شيبته نحو السماء وقال: اللَّهُمَّ أشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ثم صاح الحسين بعمر بن سعد: مالك. قطع الله رحمك، ولا بارك الله في أمرك، وسلط عليك من يذبحك على فراشك، كما قطعت رحمي، ولم تحفظ قرابتي، من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم رفع صوته وقرأ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 33).
عندما دخل الناعي وهو بشر بن حذلم المدينة صائحا يا أهل يثرب لا مقام لكم، وكانت ام البنين من تلقت الخبر فسألت هل الحسين حي ام ميت ولم تسأل عن اولادها الاربعة. ورجعت الى دار بني هاشم منادية: لا تزار الدار إلا بأهلها على الدار من بعد الحسين سلام، وهذا دليل على حبها للزهراء واولادها عليهم السلام. فهذه مؤمنة العقيدة تسأل عن صاحب العقيدة ولا تسأل عن اقرب الناس اليها وهي اولادها كما قال الله عز من قائل "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" (ال عمران 31).
قوله سبحانه وتعالى "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" (ال عمران 61) عن شبكة الامام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القران: أنّ وفد نجران من النصارى قدم المدينة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقالوا له: هل رأيت ولداً بغير أبٍ ؟ فلم يجبهم حتّى نزل قوله تعالى: إنّ مَثَلَ عيسى عند اللهِ كمَثَلِ آدمَ خَلَقه مِن ترابٍ ثمّ قال له كنْ فيكون * الحقُّ مِن ربِّك فلا تكنْ مِن المُمْتَرين * فمن حاجّك فيه الآية؛ فلمّا نزلت، دعاهم إلى المباهلة فأجابوه، فخرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم آخذاً بيد عليٍّ والحسنُ والحسين بين يديه، وفاطمة عليه السّلام وراءه، فلمّا رآهم الأسقف وكان رئيسهم سأل: مَن هؤلاء الّذين معه ؟ فقيل: هذا عليّ بن أبي طالبٍ ابن عمّه وزوج ابنته فاطمة هذه، وهذان ولداهما. فقال الأُسقف لأصحابه: إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيٌ إلى يوم القيامة. ثمّ قال الأُسقف للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسّلم: يا أبا القاسم، إنّا لا نباهلك ولكن نصالحك، فصالِحْنا على ما ننهض به. فصالحهم على ألفي حلّةٍ وثلاثين رمحاً وثلاثين درعاً وثلاثين فرساً، وكتب لهم بذلك كتاباً ورجعوا إلى بلادهم. وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: والّذي نفسي بيده، لو يلاعنوني لمُسخوا قردةً وخنازير واصطرم الوادي عليهم ناراً، ولما حال الحول على النصارى حتّى يهلكوا كلّهم.
وعن الضحّاك بن عبداللّه المشرقي، قال: فلمّا أمسى حُسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون، قال: فتمرّ بنا خيل لهم تحرسنا، وإنّ حسينا ليقرأ: "وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ" (ال عمران 178-179). وقد اشار الامام الحسين عليه السلام ان الانسان عليه عبادة حقيقية لله تعالى وذلك بالرجوع اليه سبحانه عند حصول تنازع. وقال الامام الصادق عليه السلام (ان الله قد جعل في قلوب المؤمنين حرارة لحب الحسين) كما جاء في الاية "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" (ال عمران 68) لان اتباع الانبياء والاولياء الصالحين يعني السير على منهجهم، وما منهج الامام الحسين عليه السلام الا مصداق ليكون نبراس في قلب كل مؤمن ومؤمنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat