كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

قَبَسٌ عقائديٌّ في تَذكِرَةٍ قيِّمَةٍ :

1 : إنَّ الإنسان في أوائل نشأته العُمريّة تُحَرّكه الغرائز ، فيتعامل مع هذه الحياة وفق احتياجاته واستجاباته للحوادث المختلفة ، ولكنّنا بعد أن نصلَ إلى مرحلة الرشد، ونتلقّى العقيدةَ الحقّةَ التي تكشف لنا عن آفاقٍ وراء هذه الحياة المشهودة ، مِن وجود الله سبحانه واليوم الآخر ، نحتاج إلى أن نوسّع مِن رؤيّتنا للحياة وللوجود معاً.

2 : تُمثّلُ توسعةُ رؤيتِنا للوجود الوظيفةَ الأساسيةَ التي تجعل إيمانَ الإنسانِ باللهِ وباليوم الآخر إيماناً حيّاً ، يُهذّبُ خصالَه النفسيّة ، بما يوجب سلامة القلب وصفاء النفس ، والخلوص من الحقد والغيظ والحسد ، وتجنّب إيذاء الآخرين ، وبما يوجب أيضاً الاهتمامَ بالوقت والطّاقات التي أنعم اللهُ تعالى بها علينا ، وعدم إهمالها .

3 : إنَّ النبأ العظيم – نبأ وجودنا بعد هذه الحياة الدنيا في عالمٍ غير هذا العالم المادّي نبأٌٌ خطيرٌ - وبقاؤنا على قيد الانتظار إلى لقاء الله سبحانه وتعالى ، ثُمّ حسابنا على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ نبأٌ أخطر أيضا.

4 : إذا لم يأخذ الإنسانُ هذا النبأ العظيم الخطير على محمَل الجدِّ والاهتمام ، فلا تتغيّر أحواله وخصاله بما فيه صلاحه  وخيره، ولا تتهذّب أخلاقه . 

5 : ينبغي أن يكون الأملُ الأوّلُ لنا المقبوليّةَ عند الله سبحانه ، لا المقبوليّة عند النّاس ، فالله تبارك وتعالى هو الذي يرعانا  ويتولانا ويعيننا ، ويتلقانا عند الموت تلقيّاً حَسَناً ، تلقّيَ الصالحين.

6 : مِن المؤسف للإنسان أن لا يعيش في حياته أُفقَ استحضارِ الله تعالى واليوم الآخر اعتقاداً وعنايةً، ولا يترقّى في رؤيته في شأن الدِّين التزاماً وسلوكاً.

7 : هنيئاً لمن اهتمَ بصلاحِ نفسِه وهَذّبَ خصالَه السيّئة ، وحَسّنَ أخلاقَه، وأيقنَ بربّه، وعمِلَ لآخرته.

(إلهي لقد انقضَت أعمارُنا في غفلةٍ عنكَ ، ومَضى شبابُنا في اغترارٍ بالدنيا ولَهوهِا ولَعبِها ، فَمُنَّ علينا بصحوةٍ تُنقذنا ممّا نحن فيه، برحمتك يا أرحمَ الراحمين).

: سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل محمّد باقر السيستاني(دامت توفيقاته).
الأربعاء – 25 جمادى الآخرة – 1444 هجري.
تدوين : مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.

طباعة
2023/01/18
1,446
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!