كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

ولادة المسيح عليه الصلاة والسلام من خلال إنجيل برنابا

   ينحدر النبي عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام من سلالة نبوية عريقة شرفها الله تعالى بهذا المقام ، وكان من تكريم الله تعالى لسيدة مريم عليها السلام أنها تلد من دون أنْ يمسسها بشرٌ ، فجاءت ملائكة الله تعالى تبشر السيدة مريم عليها السلام  بالولادة  ، وقالت السيدة عليها السلام  : " اعرفي يا نفس عظمة الله وافخري يا روحي بالله مخلصي ؛ لأنّه رمق ضعة أمته ... الخ " فهنا تجلت عظمة الله تعالى لهذا الأمر العظيم  ، إذ قالت الملائكة ليوسف عليه السلام في ولادة المسيح عليه الصلاة والسلام :" فاعلم أنَّ ما كوّن فيها إنّما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا وستدعونه يسوع وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ؛ لأنَّه  قدوس الله من رحم أمه ....  "  وهذا ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[ آل عمران /59]  ، فهنا الله تعالى حرّم عليه هذه الأشياء ،  وبهذا حمدت السيدة مريم عليها السلام الله تعالى بهذه الولادة ، وجاءت الرعاة فسجدت للمسيح عليه الصلاة والسلام "فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف  أيضا شاكرين لله " ؛ والسبب في ذلك أنّ السيدة مريم عليها السلام توقن وتؤمن بأنّ السجود لله تعالى وحده ؛ إذ قال الله تعالى : { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) }[ المائدة] ، فلما علمت السيدة مريم عليها السلام ويوسف عليه السلام أنَّ عيسى عليه الصلاة والسلام سيكون لخلاص وهلاك كثيرين " اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله " وبعدها أرشد نجم في السماء المجوس بإذنه تعالى إلى زيارة السيدة مريم عليها السلام والمسيح عليه الصلاة والسلام ، وقد أرسلهم هيردوس فحذرهم الطفل عيسى عليه الصلاة والسلام بألّا يذهبوا لهيردوس ؛لأنَّ هيردوس كان يريد قتل المسيح عليه الصلاة والسلام .  
    خلاصة القول أنّ المسيح عليه الصلاة والسلام عبدٌ من عباد الله وليس ابن لله تعالى ؛ لأنَّ الله تعالى يقول : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [ الإخلاص ] ، وقد جاء السيد المسيح عليه  الصلاة والسلام منقذاً للبشرية في ذلك الزمان مما كان يسود العالم  من ظلام وهلاك ، موجهاً وداعياً وناصحاً الناس أنْ يعبدوا الله تعالى ، وأنْ ينشروا السلام والرقي ؛ كي يعيش الناس عيشة كريمة وأمينة ، يسودها الاحترام والحب والتعاون والاخلاص والتطوير . [ المصدر :إنجيل برنابا / ترجمة د. خليل سعادة ] .
 

طباعة
2022/12/24
1,208
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!