حادث تدافع في سيؤول يودي بحياة 153شخصًا وإصابة 83 آخرين
حادث تدافع في سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية يودي بحياة 151 شخصا وإصابة 83 آخرين إثر الاحتفال بالهالويين فيما أعلنت السلطات إلغاء جميع الفعاليات الترفيهية حدادا على الضحايا.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، عن أسفه “لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث”، واعدا بأن حكومته ستجري تحقيقا “صارما” لتحديد أسباب المأساة، التي تعتبر من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبية.
وتوجه يون سوك يول إلى مكان المأساة صباح اليوم الأحد مرتديا زي الإسعاف الأخضر، وقال في خطاب متلفز وجهه إلى الأمة: “قلبي مثقل ويصعب علي احتواء حزني”، معلنا الحداد الوطني في البلاد.
ووفقا للسلطات في سيئول، تم الإبلاغ عن فقدان 355 شخصا في وقت باكر صباح الأحد.
وكشفت السلطات الكورية المحلية وشهود عيان، عن السبب الرئيسي لحادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية، وفق ما ذكرت وكالة “يونهاب”.
وأفادت “يونهاب”، وفقا لتصريحات السلطات وشهود العيان اليوم الأحد، بأن الاندفاع المفاجئ لحشود المحتفلين بالهالوين إلى زقاق ضيق يبلغ عرضه 4 أمتار في منطقة “إيتايون” بسيئول، تسبب بمحاصرة المئات من الأشخاص ومنعهم من الحركة أو الهروب، قبل أن يبدأ بعضهم في السقوط وإسقاط غيرهم، ليقع حادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية.
وتمت الإشارة إلى أن ما لا يقل عن 151 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 82 آخرون في الحادث الذي وقع مساء أمس السبت (29 تشرين الأول 2022)في شارع حفلات الهالوين الشهيرة في منطقة “إيتايون”، إذ يبلغ عرض الزقاق المتفرع عنه والذي وقع فيه الحادث 4 أمتار فقط، وهو زقاق منحدر يبلغ طوله 40 مترا ويربط بين منطقة مزدحمة بالمطاعم والشارع الرئيسي، ويكفي بالكاد لعبور حوالي 6 بالغين في نفس الوقت.
وتمت الإشارة إلى أن الحشود الضخمة من المحتفلين تجمعت في الزقاق الضيق ليلة السبت للاحتفال بأول موسم للهالوين دون ارتداء الكمامات منذ جائحة كورونا في أوائل عام 2020، بعد السماح بخلع الكمامات في الأماكن الخارجية في سبتمبر الماضي.
وبحسب “يونهاب”، فإن منطقة “إيتايون” تعد موطن تجمعات المغتربين والأجانب في وسط سيئول، وبفضل وفرة أماكن الحياة الليلية والمطاعم الأنيقة كانت هي المكان الأشهر للمحتفلين بالهالوين، وزار المنطقة عشرات الآلاف من الناس في تلك الليلة.
ونقلت “يونهاب” عن أحد شهود العيان الناجين قوله إن التدافع “بدأ على الفور” عقب سقوط بعض الأشخاص وتسببهم في إسقاط غيرهم، مثل قطع الدومينو، ثم تراكم بعضهم على بعض، دون القدرة على الحركة أو التنفس، وأدى العدد الكبير إلى صعوبة وصول رجال الإنقاذ وضباط الشرطة واجتيازهم مسافة 100 متر إلى مكان الحادث وإنقاذ الضحايا، مما أدى إلى الزيادة الفادحة في عدد القتلى.
وأوضح الشهود أن الزيادة المفاجئة لنحو 300 من المصابين الذين يحتاجون إلى الإنعاش القلبي الرئوي وإجراءات الإسعافات الأولية الأخرى جعل مهمة عمال الإنقاذ والمسعفين عسيرة، بينما زاد ازدحام المرور في فترة العودة إلى المنازل في المنطقة من تأزم الموقف.
قالت كاميلا، وهي من سكان سيئول، إن حادث تدافع في سيؤول الذي أسفر عن مصرع أكثر من 150 شخصا، نشأ بسبب الدخول المدفوع الأجر مسبقا إلى الحانات في ذلك المساء.
وأوضحت أنها كانت في اليوم السابق في منطقة إتايوان حيث اتفقت على الالتقاء هناك مع أصدقائها، لكنها شعرت بالفعل عند مخرج مترو الأنفاق بأن عدد الأشخاص الموجودين في المحطة كبير بشكل غير عادي.
وقالت: “أدركت أن الجميع يذهبون إلى هناك بالذات. وجميع القطارات والسيارات والسلالم المتحركة ممتلئة. وإذا دخلت في هذا التدفق فليس لديك طريق للعودة أو إلى أي مكان آخر. وعندما وصلت أنا إلى محطة مترو إتايوان كانت المحطة جحيما حقيقيا، وكل مكان كان مليئا بالناس، لكن عندما صعدت إلى الطابق العلوي ساءت الأمور. والطرق والشوارع وكل الأماكن كانت مليئة بالناس. أدركت أنني أريد أن أعود إلى المنزل، لكن أولا يجب أن أقابل أصدقائي”.
وأضافت: “بالأمس بالذات كان الدخول إلى الحانات مدفوع الأجر مسبقا (محجوز)، ولهذا السبب كان الكثير من الناس في الشارع، ولم يذهبوا إلى مكان آخر”.
أفادت وسائل الإعلام بكوريا الجنوبية بأن السلطات المحلية ونجوم الموسيقى والعلامات التجارية ألغت فعالياتها في البلاد بسبب الحداد على وفاة أكثر من 150 شخصا في حادث تدافع في سيؤول.
وكتبت صحيفة “هانغيوريه” أنه تم إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية والرسمية التي تقام في سيئول.
وقرر مجلس منطقة إتايوان السياحية الخاصة إغلاق حوالي 100 منشأة حول طريق إتايوان حيث وقعت المأساة، يوم الأحد وغدا الاثنين. كما تم إلغاء عدد من الفعاليات في مدن ومناطق أخرى حيث تتخلص السلطات ورجال الأعمال في المتاجر والمؤسسات الأخرى من أدوات عيد الهالوين، من أجل الانضمام إلى الحداد الوطني الذي سيستمر حتى نهاية 5 نوفمبر القادم.
ومثلت مأساة التدافع بمناسبة احتفالات عيد “هالوين” في سيئول أكبر كارثة تشهدها كوريا الجنوبية منذ سنة 2014، عندما انقلبت عبارة وتسببت في مصرع أكثر من 300 شخص، معظمهم من طلاب المدارس.
وتمثلت المأساة الأولى الكبيرة التي وقعت سنة 2014 في انقلاب العبارة “سي وول” يوم 16 نيسان، وتسببت في مقتل 304 أشخاص، معظمهم من تلاميذ المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاما.
وكان إجمالي عدد الركاب على متن العبارة 476 شخصا، وقد توقفت عملية البحث عن المفقودين في حادث انقلاب العبارة وتحطمها، في نوفمبر 2014 بسبب صعوبة وتعقيد عمليات البحث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat