صفحة الكاتب : تبارك صباح

من أدب فتوى الدفاع المقدسة  (هاي عليها فصل..!)
تبارك صباح

 كان المقاتل كرار الشلال يتعامل مع مصطلحات العشيرة بشيء من المرح، فما ان تقترب رشقة رصاص إلا وصاح (هاي عليها فصل) والفصل هو دية القصاص، فقد نشأ كرار الشلال في بيئة عشائرية في جنوب محافظة بابل، وترعرع في مجالسها ومضايفها، تعلم أن لكل شيء حرمة، والتجاوز لابد من مقاومة تمنعه وقوة ترديه وقصاص يؤدبه.

 عرض بين اقرانه موقفه الاجتماعي الالتزام الاخلاقي الرفيع، وكان يفتخر دائماً انه من خدمة زوار الحسين، مشاعر القصاص العشائري ليست مؤذية لو نفذت بشكلها الصحيح، هكذا كان يقول، فاذا جُرح مقاتل، أطلق صوته باتجاه الدواعش وناداهم بعبارته المشهورة، كانت هذه العبارة تحول قساوة المشهد الى نادرة ندية تعمق صلة روح الابتسامة في الانسان وفي اصعب الظروف.
 كانت له جولات بطولية رائعة في النباعي واللطيفة ان كل حادث او اصابة مقاتل كان المقاتلون يرددون عبارته، درست هذه العبارة للموائمة مع خطورة الموقف المعاش فوجدتها اقرب الى المعالجة النفسية لتدارك الاكتئاب هول ما يراه الانسان من مواقف مأساوية، فهي حرب لا صديق لها، فالإحساس بروح القصاص ينزه الموقف ويثبت في الانسان روح الشجاعة، أمور حين حللتها في واقع ما اكتبه في الجبهات وجدت ان كراراً له الدراية بما يعمل ليعالج المكابدات بعبارات اكثر نداوة.
 الجريمة ليست هي القتل لندرك به القصاص، وانما هو تجاوز على وطن ومقدسات واعراض امة حتى لو آزره طغاتها، هكذا كان ابن الحشد يفهم المعركة ليست غنائم او ارصدة في بنوك، حاول الخصم ان يظهر للعالم وكأنه يحارب حسب معتقد يؤمن به ليؤدي دور التضحوي.
 واين اسرائيل من تضحوية المكر، هذا ما كان يبينه لزملائه ثم يعود لنكتته البليغة واللازمة المشهورة لديه، في احدى مواجهات النباعي، اصيب كرار الشلال، حمل جراح يديه الى الطبابة ولم يرضخ لأوامر الطبيب وكان يحتج عليه: كيف اذهب للبيت واترك من اصابني يتمتع بنصره الموهوم؟
 تقول الكتب الرسمية والوقوعات اليومية انه رفض التخلي والتراجع، وبقي يقاتل وفي احدى الفعاليات استهدفه الرصاص فضرج بدمه، وهو يبتسم لمجموعته: (هاي صدك عليهه فصل والعباس) رحل ولم ترحل ابتسامته، وظلوا يكررون عباراته تارة بالدمع وتارة بالابتسامة والحنين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/04



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة  (هاي عليها فصل..!)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net