امُي،
خُذيني بذاكَ القلبُ الدافءُ ،
خُذيني بناظِريكِ المُرتلة بسَورة طَه،
فَ الشَوق قَد حَطمَ الفؤادُ،
واليكِ يلتهمنَي حُبكِ ،
امُي،
هَا هنا وقفتُ وبجَانبي تُربة ولَدكِ الحُسين،
وفَي الاخرى وردةً قَطفتها من عِند عَليً،
انتظَر قَلبي يعَلو فوقَ الغِمائم،
وبسمِكِ اندب ليلآ نَهارآ "الَهي بفاطِمة "
&&
2
جِهاد،
وكأنَ الجِهاد لبىً نِدائهُ ،
وشَاخَ فَخرآ بعَين الذِلةُ ،
وهَا الطَير يحُلق، ينَدب، يهَتف،
قَد اتيتُ اليكَ مِن بعَدِ مسَارً طَويل،
اقَطف الَنورَ مِن عيَنيكَ ،
واستَلهم كَيف هيَ الشهادةُ!
لكَ القُدس وما فَيها،
وللشَمسِ تنُاديكَ،
فَ الجوُ قَد شقَ لنا ظَلامً،
بِدربِ الطَير خَلا مِن الخَوفِ،
وللجِهادِ هَرولَ مُسرعآ،
&&&&
(3)
بَغدادُ الروح،
كَم لكِ الصَبر والَموت!
تَحملتي الكَثير والكَثير،
وبَهذا اتَى المَوت واخذَ الاناسُ الذينَ عاشَوا داخلَ هذهِ البلدةُ الصَغيرة،
وبقَيتي تسُاندينَ نفسكِ،
وكُل يومً نعًيشُ الم الخوف،
نعَيش عَيشَ الحربُ،
وبهَذا نطمٲنُ لانكِ بَلدةً صَامدة،
فَي ليلةً سَقطَ الكَثير منكِ،
لكَن ظَنوا انَهم حاولوا تَدمير بَغداد،
ولا يَعلمون بٲنً فيهاّ ورودّ يصَنعون مجَدآ،
ولا يرونَ بغَداد تُدمر على يَد العَدو،
وباتَ الكثيَر يكتب على بغَداد،
لانها روحَ السَماء،
&&
(4)
لَسنا بَعارفينَ لشيء،
ولسّنا مجُاهدينَ نقَف امامَ الجَنة،
لكَن اذا سَمعناُ كَربلاء "الحُسين"،
تتشَتت اذهاننِا بواقعِة الَطف،
ولَهيبُ العِشق يحنوَ مُدمعآ،
نصَبح كَ جوف السَماءِ،
نُبادل ارواحِنا بقميَص الحُزنِ،
فَ نشَهق رائحِة الضَريح،
وتتَيه عليَنا الانوّار،
وكأنَنا شِتات التٌراب،
"حُسين"
انتَ الامانُ وكلُ المشَاعر تهتفُ بأسمكَ،
&&
(5)
صَدقني ،
عِندما توارد الاحشَاءِ تنمّو مرثيّة الوجدانِ، تكرَس الحيَاة فَي يومهَا،
اتَت تلكَ الفتاة مِن بعد طَيات من الامانيّ شَكلت بنفَسها حياءآ وعفِةً تكونتَ شَكلآ يشبهُ الزهَرةُ الصَفراء تَكون حافِظةً على حيائِها وسِترها،
عِندما تجَدها فَ احفظّ عليَها بيَن جوارُ فؤادك واحمَد الله عليَها فَي كل ليلةً
لانَها سَتكون ورثآ لكَ بالحياءُ،
وسَتبني بيتآ مِن الجَنة لا يدخَلهُ ايَ سوءآ
وتعُمر البيتَ بعَطفها وحَنانها الَذي لامسَ روحهَا،
تُلامس الايَدي الجوارحِ،
تَتشابك معَ بعضها البعَض،
تُلاقي بينَ روحَها سُفن غَارقةً ،
وتنَشد اليهِ بحَبال الوريدُ الذيّ تمَزق،
فَ تنهشّ بلقاءِ الروحَ غِطاءآ محميَآ بالزهّورِ،
وتنهَد الاطَرافِ بالتمعنِ بينَ كُليهما،
فَ تصبحُ!
ممُزقةً،
منفُردةً،
مشَحوبةً،
مُضطربةً بالقَصاص لنفَسها،
&&
فَاطمتي،
ماذا اصابَ ضلعكِ!
وماذا حلَ بعينيكِ!
بأيَ قَلبً قَتلوكِ!
فقدّ حسنا الصمَت من بينَ السياط،
والمَنا بُكاءكِ في حَضرة العَدو اللئيم،
ليَلةً مُظلمة قَد دسَها المنُعصرُ فَي غُروبها،
وبيَنما انتِ بينَ يديكِ قُرأنً يتَلطف دمُوعكِ،
وبصَوتكِ يهمسُ سمَاءً زرقَاء تُحلقُ عاليآ،
وتَغدوا بَسيفً قَد احاطَهُ اللئيَمُ من كلِ جانبً،
وروحً اطَلت بِداخلها نَبع الايمانِ،
مَا هَذهِ الليلةُ التَي سادَ ما بِنا،
وللقَلبُ اصبحَ يمطٌر سَوادآ،
اخَل ناظَريهِ فَي ذاكَ الدار ،
الدارُ الذي يُكسر جُرمآ،
فَ يحُرق لهَيبآ منعَصرا،
وفَي اعينهم حِقدً تالف،
لا يأبَونَ الا لضَجر ما فَي الداخِل!
فَ يا ربِ خُذ ايديَهم التَي قَد ..
حَرقت، كُسرت، ضَربت، اسُقطت،
فَ الهَي بفاطِم اقحمِهم بناركَ الملتُهبةُ،
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat